تشخيص بعض أعراض الأمراض النفسية لدى التلميذات والتلاميذ المراهقين كمقاربة للأمن التعليمي

الملخص AR

يعتبر موضوع الأمن التعليمي من بين أهم المواضيع التي بدأت تستأثر باهتمام الباحثين والمهتمين بالمجال بشكل كبير، في وقت نقشت فيه العديد من الظواهر المؤدية والخطيرة والغير المألوفة، خاصة في مؤسسات التربية والتعليم والتي يكون لها وقع سلبي كبير على الأطر التربوية والإدارية والتلميذات والتلاميذ، وأولياء أمورهم وبعد محور الصحة النفسية من بين أهم مداخل ومقاربات الأمن التعليمي، والتي من شأنها أن تلعب دورا كبيرا في الحد من الظواهر الشائنة والاضطرابات السلوكية التي تعيشها العديد من المؤسسات التربوية مع فئة التلميذات والتلاميذ المراهقين ...

خاصة وأنهم في أمس الحاجة إلى الأمن النفسي الذي يعتبر من الركائز الأساسية لصحتهم النفسية في هذه المرحلة الحرجة من نموهم والتي تتميز بالاندفاع وتقلبات المزاج والحساسية الانفعالية وسرعة الغضب.

وفي هذا السياق تهدف هذه الدراسة إلى تشخيص واقع انتشار بعض أعراض الاضطرابات النفسية لدى المراهق في الوسط المدرسي بالثانوي الإعدادي (الفلق-الاكتئاب-العدوانية-فلق الخواف-الحساسية التفاعلية) وتفسيرها عبر ربطها ببعض العوامل السوسيوديمغرافية والثقافية، وقد استعملنا في هذا البحث مقياس الصحة النفسية «SCL-90-R3»، الذي قمنا بتكييف عباراته المترجمة مع السياق المغربي، كما حرصنا على ضبط خصائصه السيكومترية من صدق وثبات وحساسية وذلك بعد تمريره على عينة تجريبية تكونت من 300 تلميذة وتلميذا، للحصول على أداة ذات مصداقية علمية، وقد بينت النتائج بروز نسب متفاوتة من أعراض الاضطرابات النفسية الخمسة لدى عينة البحث، وهي أقل نسبيا من بعض الأرقام المسجلة دوليا.

كما أظهرت الدراسة وجود فروق في مستوى ظهور أعراض الاضطرابات النفسية حسب متغير الجنس، وظهور أعراض العدوانية على تلاميذ التعليم الخصوصي أكثر من العمر تلاميذ الوسط الحضري مقارنة مع تلاميذ الوسط القروي والتلاميذ من ذوي الأسر التي تعيش حالة الطلاق، وعدم النفسية الخمسة حسب مستوى التحصيل الدراسي وفق ما يشير إليه المعدل الدراسي المحصل عليه في الدورة الأولى، كما سجلت الدراسة أيضا عدم وجود فروق بين المراهقين حسب نوع التعليم و حسب المستوى التعليمي للوالدين، وذلك على مستوى ظهور أعراض الاضطرابات النفسية التالية : القلق، الاكتئاب، الحساسية التفاعلية، قلق الخراف.

وتوحي نتائج هذه الدراسة عموما بضرورة الرصد الأولي أو المبكر لبعض الاضطرابات النفسية التي يجد المراهق مجالا خصبا للتنفيس عنها داخل المؤسسات التعليمية بكيفية سلبية، مما يشكل مساسا بالأمن التعليمي، كما تيسر هذه النتائج أيضا رصد وفهم السلوكيات اللاتوافقية والمضادة للمجتمع في أوساط المراهقين في ضوء مجموعة من العوامل السوسيوثقافية المفسرة لها، كما تمكن المتدخلين من تهيئ برنامج استباقي للتصدي للعديد من الظواهر المهددة للأمن التعليمي التي تعرفها الحياة المدرسية ومعالجتها في الوقت المناسب.