الطعام في السودان : ثقافة و هوية و تنمية مستدامة

الملخص AR

يتبنى هذا المقال تعريف القاموس الجامع للطعام بأنه " كل ما يؤكل و به قوام التدن"، و نستخدمه كمصطلح مرادف-مع إدراكنا للفروقات بينهما - لمصطلح غذاء الذي تعرفة القواميس بأنه "المأكل و المشرب الذي يحتوي على العناصر الغذائية المفيدة للجسم، التي تعطي الجسم القدرة على النمو بالشكل السليم، و يحميه من الأمراض." و يولي المقال أهمية خاصة لعادات الطعام food habits إي لماذا و كيف يأكل الناس ؟ و ما هي الأطعمة التي يأكلونها ؟ و مع من ؟ و مجموعة العوامل الفردية و الاجتماعية و الثقافية و الدينية و الاقتصادية و البيئية و السياسية التي تؤثر على الطعام و عاداته.

يناقش المقال قضايا الطعام و الهوية، و يبين ارتباط الطعام الوثيق بكافة أقسام التراث الخمسة خاصة الممارسات الاجتماعية والطقوس و الاحتفالات، و المعتقدات و المعارف الشعبيةـ و أشكال التعبير الشفهي، و فنون الأداء، و المهارات المرتبطة بالفنون الحرفية التقليدية.

المقال يؤكد أن الحق في الغذاء هو حق أساسي من حقوق الإنسان، دعت إليه الكتب السماوية جميعا، و مختلف الأديان و الملل و المذاهب، و المواثيق و العهود الدولية، خاصة العهد الدولي الخاص بالحقوق الاقتصادية و الاجتماعية و الثقافية والذي يحمي حق الناس في إطعام أنفسهم بكرامة، في وقت لا زلنا نرى-رغم وفرة الطعام-آلاف الأشخاص و خاصة الأطفال يحصلون على طعامهم من مقالب القمامة.

يغطي المقال، قدر الإمكان، كافة أنحاء السودان، مبرزا التنوع الثقافي الكبير للبلاد، و برغم من أن المقال لا يغفل أشكال التثاقف المختلفة مع دول الجوار، و بخاصة دول غرب إفريقيا و شمال و شرق إفريقيا، خاصة أثيوبيا و مصر و اليمن و المملكة العربية السعودية، و بقية الدول التي هاجر إليها السودانيون أو استقبلوا منها مهاجرين و مستثمرين.

هذه الدراسة تدحض و تستنكر تكاسل بعض الدارسين مستندين على نظرية الانتشار، رادين غالبية الأطعمة السودانية إلى حضارات أخرى، في حين تشير الدلائل إلى أن أفريقيا و منها السودان عرفت و ابتكرت أنواعا عديدة من الطعام مثل غيرها من القارات، بل كان السودان سباقا و مبتكرا لأنواع كثيرة من الأطعمة و خاصة الأغذية المخمرة.

يتناول المقال أيضا علاقة الطعام بالنوع الاجتماعي (الجندر)، و بالتنمية المستدامة، و بالترويج للآثار و السياحة.