الخطاب السياسي الغربي ما بين الصراعات البيئية و أزمة العدالة المناخية : رؤية فلسفية

الملخص AR

يهدف البحث إلقاء الضوء على أهم المتغيرات السياسية الناتجة عن التطورات المناخية في البيئة المعاصرة للوقوف على مسار المعاملات الإنسانية بين الدول المختلفة أثناء و بعد حدوث الأزمات المتكررة و التي بدورها تغير من نمط حكم و إدارة الأنظمة السياسية عالميا، و يظل الفرض الأساسي لهذا الطرح هو مدى إمكان السياسات العالمية من تخفيف حدة العنف البيئي عبر الخطابات الدولية التى تناشد جميع الأيديولوجيات و الثقافات، و تشدد على ضرورة البحث في عوامل الثورة البيئية ضد الإنسانية، إضافة إلى رسم خارطة عالمية للعدالة المناخية كمحاولة لمعالجة مشكلات الانبعاثات الحرارية و حروب الموارد الطبيعية للمساهمة في نص ميثاق جديد لعلاقة الإنسان مع التطور البيئي.

إن قضية التطورات البيئية إشكالية واقعية ارتبطت بنشأة و نمو القوانين العلمية منذ عصر الحداثة، و قد حاول العديد من المفكرين تقديم مساهمات فكرية كمعالجة للمشكلات البيئية القائمة وصولا إلى العصر الراهن، و على الرغم من أن الخطابات المعاصرة حول قضية العدالة المناخية قد تطورت إلى حد ملحوظ عن سابقتها في العصور الحديثة إلا أنها لم تستطع تقديم معالجات واقعية لإنهاء الأزمة البيئية، فكان عامل الحرب و الهيمنة و فرض السلطة السياسية دافعا قويا لضمان استمرار الأزمة، الجدير بالذكر أن العنف البيئي الناتج عن ثورة الطبيعة ضد الإنسان و ممارساته اللاأخلاقية نتجت عن هيمنة مركزية الإنسان، لتصل الإشكالية إلى حد رفض الإنسان كل ما يقع خارج إطاره الفكرى و البشري و جعل كافة الموجودات أدوات لخدمة سلطته، و قد ساهمت نزعات ما بعد الإنسانية Post human و الولع بالتكنولوجيا Tecnophilic كعنصر رئيسى في دعم هذا التوجه البشرى المعاصر حتى أصبح سببا لصراعات سياسية راهنة هدفها الثروات الطبيعية.