من مظاهر النشاط الديني و الاجتماعي لمؤسسات القضاء بتلمسان على عهد العثمانيين من خلال النصوص الشرعية و الوثائق الأرشيفية : دراسة تاريخية إثنولوجية

الملخص AR

نستهدف من وراء هذا البحث معالجة موضوع اثنوثقافي مهم تتمحور إشكالاته حول هيكلة السلطة القضائية و نشاط أعلامها في تلمسان خلال العهد العثماني، و الذي طالما أثار اهتمام المختصين و البحاثة في الفترة الحديثة لتاريخ الجزائر في الآونة الأخيرة، نتيجة لما سجله هؤلاء من احتشام في مجال التاريخ الفكري و العلمي المحلي لمدن الجزائر و حواضرها، لاسيما فيما هو مرتبط باستكشاف مظاهر النشاط الديني و الاجتماعي لقضاة تلمسان و مختلف تفاعلاتهم الإثنولوجية في المجتمع التلمساني، و الذي لا يزال بساط البحث فيها إلى وقتنا الحالي بكرا، على مستوى تحليل النصوص الشرعية و الوثائق الأرشيفية.

و حرصا منا على ضرورة فهم معالم هذا النشاط الإثنوثقافي الذي تميز بالمرونة العقدية و مثل تناسقية فريدة من نوعها في المجال الفكري و العلمي بالمدينة المذكورة و علاقاته بالنظام السياسي، آثرنا استنباط طبيعة أحكام القضاء و أسسه التي ارتكز فيها على خاصية التسلسل الهرمي في معالجة القضايا اليومية لتوضيح القيم المجتمعية السائدة في مدينة تلمسان، و التي شكلت فيها مؤسسات القضاء أحد المعالم الدينية و مبادئها العقدية التي اعتمدها أصحاب القرار بها من الحكام العثمانيون و ممثليهم في تجسيد مبادئ الشريعة الإسلامية السمحاء في تناول القضايا ذات الصبغة المدنية أو الدينية التي كانت تطرأ على النظام الديني و السياسي بالإيالة عموما وقتذاك.