الشباب الجزائري: تجليات التهميش ومظاهر ردود الفعل في ظل حكم عبد العزيز بوتفليقة

الملخص AR

للشباب الجزائري أساليب وطرق وآليات للتعبير عن مواجهة الحياة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية والدينية ومقاومتها، و"الانسحاب" واحد من أهم هذه الأساليب المتمثل في الهجرة بنوعيها الشرعي والغير الشرعي أي "الحرقة" والعزلة والعنف والجريمة والمخدرات والإدمان وغيرها، فكل شريحة أو فئة من الشباب لها طريقتها للتعبير والتي تنفرد بها دون غيرها، وكل سلوك يصدر من أي فئة من الشباب ما هو إلا انعكاس لحجم التهميش والإقصاء الذي يمارس في حقه، بالإضافة إلى بعض ردود الأفعال التي تدل على طبيعة الوعي واللاوعي لدى الشباب الجزائري والمتمثلة في الاحتجاج والتظاهر والحراك، وتعد كل واحدة من هذه الممارسات والأفعال آلية من الآليات التي تدل على المقاومة والمواجهة والتصدي، فكل من أساليب التعبير وردود الأفعال ما هي إلا تجل من تجليات التهميش والإقصاء الذي تعيشه مختلف شرائح فئات الشباب.

وهذه الورقة تركز على الهجرة بنوعيها الشرعي وغير الشرعي واحتجاجات جانفي 2011 وحراك 22 فبراير 2019 باعتبارها أحداث مميزة ولافتة والأكثر رواجا خلال فترة حكم عبد العزيز بوتفليقة، وعليه فإن ورقتنا البحثية هذه تسعى للكشف عن الترابط الوارد بين الهجرة بنوعيها واحتجاجات جانفي 2011 وحراك 22 فبراير 2019 من جهة والتهميش لدى الشباب من جهة ثانية على اعتبار أن تجليات التهميش أضحت محورا رئيسيا لمعرفة واقع الشباب.