الإصلاحات الاجتماعية بايالة تونس في عهد حمودة باشا (1782-1814م)‎

الملخص AR

يطمح هذا البحث إلى تسليط الضوء على واقع إصلاحات الباي الحسيني "حمودة باشا" (1782-1814 م)، و نخص بالذكر إصلاحاته في المجال الاجتماعي، فقد بذل هذا الأخير قصار جهده من اجل النهوض بالإيالة دولة و شعبا، و المعروف أن الدولة لا يقوم لها قائمة إلا إذا اعتنينا بمجتمعها و لا وجود للأولى بدون الثانية و العكس صحيح.

و من هذا المنطلق اتجهت أنظار الباي إلى إصلاح مجتمعه بالرغم من الصعوبات التي اعترضنه أثناء اعتلائه العرش (أزمة مالية حادة، أوبئة، مجاعات، قحط ...

)، فقد حاول أن يغرس فيه الفضائل الحميدة و محاربة الذميمة منها و كان ذلك من خلال اتخاذ تدابير و إجراءات صارمة، و الهدف من ذلك هو تغيير بعض المظاهر الاجتماعية السيئة التي كانت سائدة في البلاد آنذاك.

كما كان الباي مهتما بالشؤون الصحية لرعيته، و الدليل على ذلك تلك الإجراءات التي اتخذها لمواجهة الأوبئة التي ضربت الإيالة، فكان لا يتردد في الأخذ بالنصائح التي كانت توجه إليه من طرف أطبائه الخواص، و تطبيقها بحذافيرها.

و في خضم كل هذه الإصلاحات لم يغفل الباي طبقة العلماء الذين كانوا يمثلون ركيزة الحياة الثقافية و الفكرية فقد أعارهم اهتماما كبيرا مواصلا في ذلك سيرة والده "علي باي" (1759-1782 م).