الأسرة و إسهاماتها العلمية و الاقتصادية في الحركة التعليمية بتلمسان خلال العهد العثماني

الملخص AR

اشتهرت في مدينة تلمسان خلال العهد العثماني العديد من الأسر العريقة التي لعبت أدوارا رائدة في مجال تعزيز الاهتمام بالمؤسسات التعليمية و نظمها التربوية بالمدينة المذكورة، التي عرفت جراء ذلك نوع من التبريز العلمي و الفكري الرصين، بفضل الإسهامات الدؤوبة لنخبة العلم بها، و في مقدمتهم علماء و شيوخ و طلبة تلك البيوتات التي جمعت بين ممارسة التجارة و الفلاحة و الخوض في ميادين العلم، تحصيلا و تدريسا، حيث ما فتئت في خضم ذلك إسهاماتهم المادية و العلمية تبرز و بشكل كبير في مجال الحرص على تربية النشء و جعله في أولويات أنشطتها اليومية، بهدف الارتقاء بالوضع الثقافي و العلمي التي أصبحت تعيشه تلمسان على ضوء ما قدمته عائلاتها من موارد مالية لفائدة المساجد و الزوايا التعليمية، و ما أرسته من مناهج، و أساليب، و برامج تعليمية، مرتكزة على أسس التعليم الديني الإسلامي الذي مزج بين النقلي منه و العقلي على حد سواء.

و نتيجة لذلك باتت الساحة العلمية بتلمسان تتميز بالتفوق العلمي و النبوغ الفكري الذي بدأ يظهر عليها بفضل علمائها و تجارها و أصحاب الثروة و الجاه بها من التلمسانيين، الذين خصصوا للتعليم الكثير من الأحباس و الأوقاف، و بمختلف الصيغ و الأنواع، من الأرباح السنوية و النصف السنوية للعقارات التجارية، و الأراضي الفلاحية التابعة لشركات عائلات تلمسان خلال الفترة الحديثة.