مناقب عائشة المنوبية (ت. 665 هـ. 1267 م.)‎: أنموذجا للتصوف النسوي الاجتماعي في مغرب العصر الوسيط

الملخص AR

يؤكد البحث على أهمية كتب المناقب في الدراسات الاجتماعية في المغرب الإسلامي في العصر الوسيط، وتناول التصوف النسوي المرتبط بالمجتمع في تلك الفترة واخترت الاعتماد الأول على كتاب "مناقب السيدة عائشة المنوبية" لأبي العباس أحمد التادلي المغربي (القرن الثامن الهجري/ الرابع عشر الميلادي)، خاصة وأنه كتاب فريد من نوعه، وجدير بالدراسة لكونه يمثل المنصف الوحيد المتوفر في أدب المناقب حول التصوف النسائي إضافة إلى الاعتماد على عدد من الكتب والدراسات ذات الصلة بالدراسة، إلى جانب مرجعيات وبحوث حديثه ألقت مزيدا من الضوء على ذلك الكتاب المهم.

يعد كتاب مناقب عائشة المنوبية أهمية بالغة في تاريخ التأليف المنقبي، فهو النص المنقبي الوحيد الذي يتناول سيرة امرأة ويخصص لها صفحات عديدة لتعدد مناقبها وبالتالي فهو منجما ثمينا لم يستثمر بعد منه إلا القليل، ولقد احتوى على الكثير من الأخبار والمعلومات القيمة والنصوص المهمة التي تلقي الأضواء على نقاط مظلمة أو تكشف أخرى غير معروفة في تاريخ الغرب الإسلامي والحياة الاجتماعية فيه، وهذه الدراسة محاولة لإضافة الجديد من الدراسات عن هذا الكتاب المنقبي النادر.

ومن هنا جاءت أهمية الدراسة التي تلقي الضوء على شخصية فريدة في عالم التصوف وعالم النساء المتصوفات المتعبدات معا.

أهداف الدراسة: ١-رصد القيمة التاريخية للنص المنقبي وطرق الاستفادة منها وتوظيفها.

٢-الاستفادة من كتب المناقب في حقل الدراسات التاريخية باعتبارها رافدا جديدا والتركيز على مناقب عائشة المنوبية أنموذجا.

٣-الاعتماد كتب المناقب كمادة تاريخية غاية في الأهمية، وتعد سجلا حافلا لجوانب كثيرة من حياة الأفراد والجماعات، وتعمل على كشف كثير من القضايا الدينية والاجتماعية والاقتصادية في الغرب الإسلامي.

٤-الإسهام بقراءة نقدية للعلاقة بين الصوفي والمجتمع في إسلام العصر الوسيط.

5-دراسة مناقب عائشة المنوبية (ت 665 ه/ 1267 م) أنموذجا للتصوف النسوي الاجتماعي.

خطة الدراسة: هذا وقد قسمت الدراسة إلى ثلاثة مباحث وخاتمة وملاحق: تضمن المبحث الأول: أهمية كتب المناقب في الدراسات التاريخية في الغرب الإسلامي، وتناول المناقب لغة واصطلاحا، ثم أهمية كتب المناقب وسماتها؛ ثم التعريف بالكتاب وأهميته متضمنة مؤلف الكتاب والتعريف بالكتاب وأهميته وسماته ثم تقسيم الكتاب.

وتناول المبحث الثاني بعنوان: مناقب عائشة المنوبية (ت 665 ه/ 1267 م) أنموذجا للتصوف النسوي في مغرب العصر الوسيط.

وتضمن: عائشة المنوبية (النشأة والتكوين): وجاء فيه النشأة والتكوين بداية من ملامح عصر عائشة المنوبية -التعريف بعائشة المنوبية -المولد والنشأة والتكوين -فلسفة الحجاب والسفور -الانتقال إلى تونس -مواردها الثقافية –ألقابها -سمات شخصيتها -المهنة وكسب العيش -العزوف عن الزواج -سياحتها لنشر العلم والمعرفة -خصوصية الأماكن وفضائلها -مريدوها وطلابها ورتبة القطب -وفاتها.

وتناول المبحث الثالث: جهودها في خدمة المجتمع وتضمن: مساعدة الفقراء والمساكين، قضاء حوائج الناس، إطلاق سراح أسرى المسلمين وفدائهم، شفاء المرضى، إنزال الغيث أيام الجدب، مساعدة طالبي العلم، محاربة الرشا والمرتشين، الانتصار للمظلومين في المجتمع، التصدي للظلم السياسي ثم جاءت الخاتمة متضمنة أهم النتائج ثم توصيات الدراسة.

المنهج المتبع: قمت بالاعتماد على المنهج التاريخي كما تطلب البحث أحيانا استخدام المنهج التحليلي، وكذلك المنهج الوصفي الذي يقوم على وصف الظواهر واستقرائها، كما تم استخدام المنهجية السيميائية ضرورية في معالجة الدراسة لأن الكتابة المناقبية تخترقها ألفاظ اللهجة المتداولة، لذا وجب على الباحث استيعاب وتفسير الرموز في إطار جديد، ألا وهو إطار المنهجية السيميائية.