مبدأ المطابقة عند عبد القاهر الجرجاني ت 471 ه : قراءة في المفهوم و التشكل

الملخص AR

لقد حظي العمل الأدبي باهتمام نقادنا و عنايتهم و بلاغيينا القدامي و جاءت عنايتهم على شكل مقولات مبثوثة في كتبهم و مؤلفاتهم و كان موضوع العلم فيها يدور حول ثلاثة جوانب يمكن أن نسميها بأطراف العملية الكلامية و هذه الجوانب هي (المبدع-النص-السامع) و هي جوانب تتكامل فيما بينها و لا يمكن أن يقف كل منها بعزلة عن الآخر بل تقوم بينها علاقات تفاعل و منه كان إهتمام النقاد القدامي منصباً على هذه الركائز الأساسية في العمل الأدبي (1) و من الجدير بالذكر أنهم لم يكتفوا فقط بدراسة أركان العملية الإبداعية لمبدع النص السامع و إنما تجاوزوا ذلك إلى معالجة طبيعة العلاقة و التفاعل بين وظيفة المبدع و السامع و علاقتهما بالنص الأدبي و من ثم فان الإبداع الفني يحتم وجود علاقة معينة بين المبدع و النص و السامع و إذا ما نظرنا الى العلاقة بين المبدع و المجتمع الذي يعيش فيه، نجد أن هذه العلاقة تختلف بين مجتمع و آخر، و من عصر لآخر حسب طبيعة الافكار و المعتقدات و التعاليم السائدة في كل عصر فلا يمكن النظر إلى الإبداع الفني بوصفه من مختصات المبدع و لأن ذلك يلغي علاقة التواصل بين متلقي الفن و مبدعه، و طبيعة الحال ذلك ما ينطبق على الفنون الأدبية فكل " خطاب أدبي، يعني تواصلا بين المبدع و المتلقي و الوسيط النوعي بين الإثنين هو النص أو القصيدة التي نظمها المبدع لتكون بمثابة وسيط للاتصال مع السامع (۲) ' أما المدونة النقدية العربية فقد كانت على قدر واع من الأهمية حول ثلاثية العملية الإبداعية فقد تنبه القدماء إلى شخصية المبدع و قدرته على توظيف و مراعاة الأحوال و المقامات التي يتعرض لها لأن أساس بناء النص هو غاية قد تكون تأثيرية إقناعية بحسب الغرض المراد.