التحليل الجغرافي لرسوب الطلبة في الصف الثالث المتوسط في مدينة العزيزية للسنة الدراسية 2020 - 2021 م

الملخص AR

يهدف هذا البحث الذي يحمل عنوان: (التحليل الجغرافي لرسوب الطلبة في الصف الثالث المتوسط في مدينة العزيزية للسنة الدراسية 2020-2021 م)، إلى تسليط الضوء على مشكلة الرسوب والعوامل المكانية المسببة لها في مدينة العزيزية مركز قضاء العزيزية أحد أقضية محافظة واسط التي تقع إلى الجنوب الشرقي من مدينة بغداد على مسافة تقدر بنحو 80 كم، ويقصد بالرسوب: إخفاق الطالب في تحقيق الحد الأدنى من فهم واستيعاب مفردات مادة دراسية أو أكثر، بسبب مشاكل ليست آنية بل تمتد إلى الماضي قد تتعلق به أو بأسرته أو بمدرسته، مما يؤدي إلى فشله وعدم قدرته على تحصيل الدرجات الكافية لاجتياز الامتحانات والانتقال إلى المرحلة الأعلى أسوة بأقرانه، وقد يكون الفشل في درس واحد أو أكثر من درس.

إن المنهج الذي جرى اعتماده في هذا البحث هو المنهج الوصفي التحليلي، كما تم الاعتماد على المصادر المكتبية، والبيانات والإحصائيات الحكومية، فضلا عن الجانب الميداني المتمثل بالمسح الحقلي الشامل باستخدام استمارة الاستبيان رقم (1) التي شملت الطلبة الراسبين جميعهم والبالغ عددهم 316 طالبا وطالبة، واستمارة الاستبيان رقم (2) التي شملت إدارات المدارس المتوسطة والثانوية الحكومية الأربع عشرة، وكانت أهم النتائج على النحو الآتي: 1.

كشف التوزيع الجغرافي للمدارس المتوسطة والثانوية عن وجود تباين كبير، إذ تتواجد 12 مدرسة في القطاعين الأوسط والشرقي بنسبة 86% بواقع 6 مدارس لكل منهما من أصل 14 مدرسة، فيما تتواجد مدرستان فقط في القطاع الغربي بنسبة 14%، مما يسبب زيادة اكتظاظ الشعب بالطلبة الذي ينعكس سلبا على كفاءة العملية التدريسية في مدارس القطاع الأوسط.

2.

كشف التحليل الجغرافي لبيانات وزارة التربية/ اللجنة الدائمة للامتحانات العامة، نتائج الامتحانات العامة للدراسة المتوسطة -الثالث المتوسط (الدور الأول)، عن وجود تباين في نسب النجاح المتدنية للطلبة المشتركين في الامتحان -الوزاري، وإن نسب النجاح المتدنية تعود إلى البنين وعلى وجه الخصوص في مادة الرياضيات بنسبة 9.6% في القطاع الغربي، و 27.5% في مدارس القطاع الشرقي، و 31.9% في مدارس القطاع الأوسط.

3.

كشف البحث الميداني عن وجود عوامل وعلاقات مكانية تستند إلى تفاوت المتغيرات السكانية الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية مرتبطة بالطالب والأسرة والمدرسة مسببة لرسوب الطلبة في الصف الثالث المتوسط، في قطاعات مدينة العزيزية، وتتمثل أهم هذه العوامل والعلاقات المكانية بما يأتي: - متغير ضعف المستوى العلمي للطلبة وتكرار حالات الرسوب: إن 270 طالبا وطالبة بنسبة 85% بواقع 218 طالبا و 52 طالبة قد رسبوا لسنة واحدة أو تكرر رسوبهم لسنتين أو أكثر قبل بلوغهم الصف الثالث المتوسط، وذلك من مجموع الطلبة الراسبين البالغ 316 طالبا وطالبة، وإن الأهمية النسبية لهذا المتغير وعلاقته برسوبهم قد تمثلت بالدرجة الأولى في القطاع الغربي، تلته مدارس القطاع الشرقي، فيما حلت مدارس القطاع الأوسط بالمرتبة الأخيرة - متغير عدم استفادة الطلبة من التعليم الإلكتروني لعد توفر مستلزماته: إن 251 طالبا وطالبة بنسبة 79% من مجموع الطلبة الراسبين البالغ 316 طالبا وطالبة أما استفادوا قليلا أو لم يستفيدوا إطلاقا من التعليم الإلكتروني، الذي اعتمد بسبب تفشي وباء كورونا طيلة السنتين الدراسيتين 2019-2020 م و 2020-2021 م، وإن الأهمية النسبية لهذا المتغير وعلاقته برسوبهم قد تمثلت بالدرجة الأولى في مدارس القطاع الشرقي، تلاه القطاع الغربي، وأخيرا القطاع الأوسط.

- متغير العمل في غير ساعات الدوام المدرسي: إن 190 طالبا وطالبة بنسبة 60% بواقع 182 طالبا و 8 طالبات يعملون في غير ساعات الدوام المدرسي، وذلك من مجموع الطلبة الراسبين البالغ 316 طالبا وطالبة، وإن الأهمية النسبية لعمل الطلبة وعلاقته برسوبهم قد تمثلت بالدرجة الأولى في القطاع الغربي، تلاه القطاع الأوسط، وأخيرا القطاع الشرقي.

- متغير حجم أسر الطلبة الراسبين: إن 275 طالبا وطالبة بنسبة 87% بواقع 202 طالبا و 73 طالبة ينحدرون من أسر أما متوسطة الحجم يتراوح عددها ما بين 6-9 أفراد أو كبيرة الحجم عددها 10 أفراد فأكثر، وذلك من مجموع الطلبة الراسبين البالغ 316 طالبا وطالبة، وإن الأهمية النسبية لهذا المتغير وعلاقته برسوبهم قد تمثلت بالدرجة الأولى في القطاع الشرقي الذي جاء في الصدارة، تلته مدارس القطاع الأوسط، فيما حلت مدرستا القطاع الغربي بالمرتبة الأخيرة.

- متغير متوسط الدخل الشهري لأسر الطلبة الراسبين: إن 283 طالبا وطالبة بنسبة 90% بواقع 209 طالبا و 74 طالبة ينحدرون أما من أسر الحرمان أو الفقر المطلق التي يقل متوسط دخلها الشهري عن 500 ألف دينار أو ما يعادل بحدود 165 دولار كحد أعلى، أو من أسر الفقر النسبي التي يتراوح متوسط دخلها الشهري ما بين 500 -مليون دينار، وذلك من مجموع الطلبة الراسبين البالغ 316 طالبا وطالبة، وإن الأهمية النسبية لهذا المتغير وعلاقته برسوبهم قد تمثلت بالدرجة الأولى في القطاع الغربي، تلته مدارس القطاع الشرقي، فيما حلت مدارس القطاع الأوسط بالمرتبة الأخيرة.

- متغير عدم توفر قاعات كبرى ومختبرات ملائمة: على الرغم من الجهود الكبيرة المبذولة من قبل وزارة التربية وتجهيزها للمدارس بالمواد والنماذج التوضيحية والسبورات الذكية، فقد كشف البحث الميداني عن عدم تمكن الكوادر التدريسية في 10 مدارس بنسبة 71% بواقع 4 مدارس للبنات و 6 مدارس للبنين من استخدام تلك التجهيزات، أما بسبب عدم توفر قاعات كبرى ومختبرات على الإطلاق، أو بسبب وجود قاعات ومختبرات لا يمكن الاستفادة منها عمليا لكونها ذات مساحات صغيرة لا تتناسب مع إعداد الطلبة، وذلك من مجموع المدارس المتوسطة والثانوية الأربع عشرة، وإن الأهمية النسبية قد تمثلت بالدرجة الأولى في مدارس القطاع الأوسط، تلاه القطاع الشرقي، فيما حل القطاع الغربي بالمرتبة الأخيرة..