النقد الأدبي و دوره في التنمية المستدامة

الملخص AR

يسعى البحث إلى إيجاد محاور جديدة للنقد الأدبي من خلال توظيف مفهوم التنمية المستدامة الذي أصبح يشغل حيزا من الدراسات المعاصر في مجال الاقتصاد و البيئة و السياسة و التربية، لما يتضمنه من أبعاد اجتماعية و حضارية ؛ و ربما يكون الأدباء و النقاد تحدثوا عن عدد من محاوره و لكن بمصطلحات مختلفة.

فمنذ أن نشأت الدراسات الإنسانية اهتمت بتطوير الإنسان شكلا و مضمونا، و لم يفرق الأدب بين مجتمعات متخلفة و أخرى متقدمة، لكونه يتعامل بقيم إنسانية عليا.

و كانت وظيفة الأدب و النقد و الدراسات الإنسانية بصورة عامة لا تكتفي بفهم الطبائع البشرية و وصفها، بل تقدم الحلول و البدائل من خلال عرض التجارب الناجحة الماضية.

و قد درس النقد مناهج كثيرة مستفيدا من العلوم الأخرى، كالتاريخ و علم الاجتماع و علم النفس و الطبيعيات و غيرها، و منذ وقت ليس بقريب أصبحت المفاهيم الاقتصادية تحل محل المصطلحات النقدية القديمة، مثل القيمة و الحاجة و الإنتاج و الاستهلاك و غيرها من المصطلحات التي وظفتها الدراسات الواقعية في مناهج الدراسات الأدبية.

لذلك رأينا أن نطرق أحد المفاهيم المعاصرة المشتركة بين علوم متعددة، اجتماعية و تاريخية و اقتصادية، و ربما هذا النوع من الطرح هو ما شغل الدراسات البينية التي ما تزال بكرا على الساحة النقدية على الرغم من أهميتها الكبيرة في تطوير مناهج التفكير النقدي.

و تحقيقا لتطلعات البحث فقد قسمناه إلى مجموعة من المباحث ؛ الأول في تحديد مفهوم التنمية و الفرق بين أنواعها، و الثاني في التنمية المستدامة و اليوتوبيا، و الثالث يتناول النقد المعاصر في مواجهة التراث و الأدب، و الرابع سيختص بالتنمية و النقد و يدور حول بعض المفاهيم المعاصرة في النقد مثل اللغة و دور القارئ في التنمية.