بناء المشهد الشعري عند الهذليين

الملخص AR

أن النص الأدبي لا بد أن يتوفر فيه عنصر التخييل و المحاكاة الذي يجعله قادرا على تحريك المتلقي و السامع و وضعه في حالة تركيز و أنشداد إليه، فلغة الشعر تقوم على تكثيف دلالة الخطاب الشعري و هذا التكثيف في لغته توفره الإنزيحات في فنون الشعر من استعارة و تراكيب للغوية و جوانب صوتية و حروف عبر ما تحتويه اللغة من دلالات تدفع المتلقي و تهزه إلى تفجير دلالة المفردة في السياق و البناء الذي ترد فيه، فالمفردة ليست لها دلالة تنحصر بها في نص شعري واحد بل تتوالد و تتكاثر و تنمو بحسب السياق و النسق و قدرة و إمكانية المتلقي على التعامل معها، و يدرس هذا البحث بناء المشهد الشعري في شعر الهذليين عبر الجسور التركيبية و الدلالات الصوتية و دورها في رفد مشهد تزدحم فيه المشاهد بتتعدد أحداثها و بنمو شخصياتها و بصراعها فيندفع المتلقي كاشفا عنها و متأثرا فيها، أن النص الشعري الهذلي كشف عن مقدرة و قدرة الهذلي التي يتمتع بها، فمقدرته تقوم على تكثيف المشاهد و تنامي و تسريع الصراع و الحوار بين الشخصيات عبر أفعال و تراكيب و أصوات أنطوت على دلالات صنعت الحدث و كثفته و أكسبت المشهد الشعري فنية و جمالية، و أظهرت الشاعر الهذلي كمنتج يقدم المشاهد و الأحداث بطريقة متتابعة سلسلة، و قدرته تكمن في تحريك مشاعر المتلقي و جلب انتباهه عبر شحن المشاهد الشعرية بمواقف تقوم على التسلسل في سرد الأحداث و صناعة الصور مما مكننا أن نرى و نشاهد الأشخاص و الأماكن و الزمان في حالة حركة خارجة عن قيود الثبات و البقاء فصارت المشاهد ترى و تسمع و كأنها في متناول المتلقي.