سؤال الهوية و جدل المنفى و الاغتراب قراءة في فكر إدوارد سعيد (1935-2003 م)‎ من خلال كتابه "خارج المكان"

الملخص AR

جوهر دراستنا في هذا المقال هو قراءة نقدية تحليلية لهوية إدوارد سعيد من خلال كتابه "خارج المكان " أي الوقوف على أهم محطاته العلمية و سيرته الذاتية إضافة إلى رصد مجموعة عوامل و تناقضات عايشها الناقد و المفكر و الموسيقي إدوارد سعيد من خلال تصريحاته و اعترافاته بقلمه و وعي في هذا الكتاب الذي فتح لنا أبواب التأمل و إعادة قراءة مؤلفاته لنفهم أسباب و أبعاد التشتت و الاغتراب و الحيرة الفكرية و النفسية ؛ و نفهم أيضا ما وقع فيه من جدل الهوية و المواطنة لديه ؛ و لدى كثير من المفكرين الفلسطينيين.

في هذه الدراسة ننطلق من رمزية أسمه "إدوارد"، رمزية "فلسطين" الوطن الأم، الغربة، أمريكا و غيرها كل هذه التفاعلات جسدها قلمه في تحفته الفكرية" خارج المكان " الذي كشف فيه أسرار شخصيته الفكرية القلقة التي طالما رآها من كل الزوايا خارج المكان.

و من هنا نسائله و نتساءل معه و مع قرائه : من هو إدوارد سعيد؟؛ و ما دلالة هذه العبارة لديه؟ ؛ فهو القائل في ذات الكتاب : أنا أدرك أنني أكثر من شخص واحد، أو أنني على الأقل ليست هوية أحادية و ثابتة و متجانسة، و بالنسبة إلي شرط المنفى يعني الحرية في اقتفاء هذه الخيارات دون أن أعبأ بالمكان"؟.