تأثير الكفاءة الجوهرية في تحسين مستوى الأداء الاستراتيجي: دراسة ميدانية بالتطبيق على كليات المجتمع الحكومية اليمنية

الملخص AR

إن الكفاءة الجوهرية نشاط تتفوق بها المنظمة على منافسيها، و يرتبط هذا النشاط بالبحث و التطوير، و البراعة التكنولوجية و تلبية رغبات العملاء، لذلك فالمقدرة المعرفية يمكن ان تستخلص من المعرفة و أساليبها في إيجاد التميز على المنافس، وطورت الأفكار الرئيسة للكفاءة الجوهرية بوساطة (Prahald&Hamel) عن طريق سلسلة مقالات في جامعة هارفرد و أتبعوها بكتاب عن الكفاءة.

و كانت أفكارهم الأساسية هي أن المنظمات يمكن أن تطور مجالات للخبرة تكون واضحة و مهمة للنمو على المدى الطويل، هذه المجالات يمكن أن تكون في أي نشاط في المنظمة و تكون مفيدة في تطوير الأنشطة المركزية و التي تضيف قيمة إلى المنتج.

فالكفاءة إذا تتمثل في قدرات الأفراد داخل المنظمة و لا شك أن هذه الكفاءات مرتبطة بوجود الأفراد فإن تركوها مؤقتا أو بصفة دائمة فقدت معهم المنظمة تلك الكفاءات.

إن هذه الكفاءة تزداد أهمية بتزايد ما يكتسبه الأفراد عن معلومات عن منظماتهم، و مع رفع كفاءة الأفراد يصبح الأداء أفضل، كما تتركز المهارات في الأولويات، و يعمل الجميع من أجل صالح المنظمة.

العلاقة بين الكفاءات و أداء المنظمة لا تزال معضلة لم تحل، و لكن الغموض السببي فيما يتعلق بالكفاءات و الأداء ضروري بين المديرين الداخليين و الخارجيين من أجل ميزة تنافسية مستدامة لأنه يحد بشدة من التقليد، و بالتالي يعزز الأداء القوي.

و يرى رأي آخر أن يضع قيودا على نقل هذه الكفاءات و الاستفادة منها داخل المنظمة، وفي هذه الحالة، قد يؤثر على أداء المنظمة.

يهدف هذا البحث إلى دراسة تأثير الكفاءة الجوهرية في تحسين مستوى الأداء الاستراتيجي في كليات المجتمع الحكومية اليمنية محل البحث، وقد طبقت على أربع كليات مجتمع حكومية يمنية (كلية المجتمع ـ صنعاء، كلية المجتمع ـ عدن، كلية المجتمع ـ عبس، كلية المجتمع ـ سيئون).

جمعت البيانات الخاصة بهذا البحث بصورة أساسية عن طريق استبانة أعدت لهذا الغرض، و بلغت عدد قوائم الاستبيان الصالحة للتحليل بالنسبة للكادر الأكاديمي (240) بنسبة (85% ) من إجمالي مجتمع البحث، و بالنسبة للكادر الإداري بلغت عدد قوائم الاستبيان الصالحة للتحليل (202) بنسبة (68% ) من إجمالي مجتمع البحث، وفي ضوء نتائج التحليل الإحصائي للبيانات تم الحصول على مجموعة من الاستنتاجات أهمها، وجود تأثير إيجابي بين أبعاد الكفاءة الجوهرية (بعد الموارد التنظيمية، الموارد البشرية و القدرات التنظيمية) و بين أبعاد الأداء الاستراتيجي (بعد العملاء، العمليات الداخلية و النمو و التعلم) بينما لم يحقق (بعد الموارد البشرية) هذا التأثير على (الأداء الاستراتيجي إجمالا).

و قدم الباحث مجموعة من التوصيات أهمها: ضرورة تكوين فكرة عن أماكن تواجد الكفاءة الجوهرية لدى الكادر الأكاديمي و الإداري في كليات المجتمع الحكومية اليمنية و تكوين مقاييس لتطوير تلك الكفاءات لدى كادر كليات المجتمع من أجل تحسين الأداء الاستراتيجي، ينبغي على كليات المجتمع اليمنية دمج الخبرة التي لديها مع المعرفة المكتسبة من الاخرين بهدف تشكيل الكفاءة الجوهرية للكادر و دمجها مع الموارد التي تمتلكها بغرض تحسين الأداء استراتيجي للأمد الطويل