الخوف الديني في الشعر الأندلسي في القرن الخامس الهجري

الملخص AR

يعد هاجس الخوف من أبرز المظاهر التي تعتري النفس الإنسانية، و لا تخلو نفس من هذا الشعور، لذلك كان له حيزه الشعري الفياض، فقد اعتنى الشاعر الأندلسي بهذا الهاجس الوجداني، و كان الخوف الديني على رأس مخاوف الشاعر ؛ إذ كان للجانب الديني أثر كبير في إشعال فتيل الخوف في قلوب الأندلسيين و أشعارهم، كيف لا ؟ ! و العقيدة الإسلامية تدعو إلى خشية الله و الخوف من الحساب، قال تعالى (فلا تخشوا الناس و اخشون) (1) فالله سبحانه و تعالى ألزم الناس بمخافته، و نهاهم عن خوف غيره والشعراء امتثلوا نسبيا لهذه الدعوة، فوقف الشاعر عليه و صور مظاهره و منابته، و غاياته، بل لا مبالغة ؛ إذ نقول : جسده حيا، حتى ليكاد يدب في نفس السامع، فجاء شعره غنيا بمعاني الخوف.

و ركز البحث على : 1- تتبع شواهد الخوف الديني لدى شعراء القرن الخامس، و تأكيد إمكانية الشعر على تصوير أدق تفاصيل النفس الإنسانية في خوفها و خشوعها.

2- البحث عن مدى تمكن الشاعر من تسخير اللغة و طاقاتها و أساليبها و الصور الشعرية في التعبير عن الخوف و نلقه إلى المتلقي.

و اتبع البحث المنهج الوصفي التحليلي بتحليل الظواهر البارزة في النص للوصول لمقاصد الشاعر فقام البحث بدمج الدراسة الفنية مع الدراسة الموضوعية في إطار واحد بغية الوصول إلى رؤية شمولية عن موضوع الخوف الديني في الشعر الأندلسي، و من الدراسات المقاربة بحث بعنوان (الخوف في الشعر الأندلسي) للدكتور مقداد رحيم، و مما يميز بحثنا أنه اختص بدراسة شعر الخوف في مدة معينة-القرن الخامس الهجري-بنما بحث الدكتور مقدام لم يحدد حدود حقبة الدراسة، فضلا عن أننا درسنا نوع محدد من الخوف هو الديني، و إلى جانب هذا اختلاف طبيعة و منهج الدراسة المتبع في التحليل.