الملكية الفكرية في البيئة الإلكترونية بين التأثير والتأثر

الملخص AR

أن العلاقة بين حقوق الملكية الفكرية والأعمال الناشئة في البيئة الرقمية وفعالية أدوار الذكاء الاصطناعي تدور بين التأثير والتأثر، فالبيئة الرقمية وما تنتجه أو تحتويه من أعمال تحتاج للحماية وإقرار حقوق المعرفة لها، كما تتأثر حقوق الملكية الفكرية إيجابا وسلبا بما يدور في البيئة الرقمية من أعمال والتي تؤثر على أنفاذ حقوق الملكية الفكرية.

وحاجة البيئة الرقمية لقواعد حقوق الملكية الفكرية هي حاجة للاعتراف بحقوق المعرفة للأعمال الناشئة في هذه البيئة والقائمة عليها وتنظيم الحقوق التي تتناسب معها، وما ينتج عنها من إبداع وابتكار مثل برامج الحاسب الآلي والتصميمات التخطيطية، والدوائر المتكاملة، وقواعد البيانات، والذكاء الاصطناعي، لكون هذه البيئة تحتوي علي مجتمع رقمي كامل بكل عناصره من أعمال، وأشخاص، ووظائف، ومهن وأسواق واقتصاديات رقمية، وكذلك شعوب، وحكومات رقمية وبرلمان وقضاء رقمي، وبالتالي فهي تحتاج لإقرار حقوق الملكية الفكرية لها وحمايتها لتساعدها علي تحقيق التطور والتنمية والإبداع للمفكرين والمبدعين الرقميين.

تحتل مسألة أنفاذ حقوق الملكية الفكرية مكانة عالية في النظام القانوني لها على المستويين الدولي والوطني، فيقع على عاتق الدول التزامات باتخاذ إجراءات الإنفاذ المنصفة والعادلة وغير المعقدة وغير باهظة التكاليف، الأمر الذي يقتضي معه حاجة حقوق الملكية الفكرية في إنفاذها إلى الذكاء الاصطناعي واستخداماته في حوكمة الملكية الفكرية بنوعيها الصناعة منها والأدبية، خاصة حوكمة المسائل المعيارية والتقديرية التي تمس نشأة وإدارة وانقضاء هذه الحقوق والمنازعات الناشئة عنها.

وبالتالي فان استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي والتحول الرقمي في تحديد المسائل المعيارية بقوانين الملكية الفكرية ورقمنتها مثل ماهية الابتكار والإبداع والجدة والشهرة وغيرها، وكذلك استخدامهم في القيام بالإجراءات الإدارية والقضائية للحد من التكاليف والاتسام بدقة.

تتأثر سلبا حقوق الملكية الفكرية في إنفاذها بحالات الانتهاك والاعتداء الناتج عن طبيعة البيئة الرقمية وصعوبة تحديد المسئولية عنها، وماذا أيضا عن مدي حماية ما ينتج من ابتكارات وإبداعات من قبل الذكاء الاصطناعي.