الوقف الزراعي : دراسة فقهية تاريخية تطبيقية

الملخص AR

في إطار عناية الإسلام بالزراعة رغب المسلمين في وقف الأرض الزراعية طلبا لاستمرار الأجر بعد الوفاة و عـدم انقطاعه ؛ فقام المسلمون الأوائل بوقف الأراضـي الزراعية والحدائق والبساتين والعيـون، ثم تتابع المسلمون على مر العصور في وقفها في سبيل الله ؛ و من ثم استحوذ هذا القطاع على كم هائل من الأراضي الزراعية.

و يعد الوقف الزراعي عمودا من أعمدة الاقتصاد الحقيقي في الدول الإسلامية، بل هو عماده ؛ لأن غالب الصناعات تقوم على الإنتاج الزراعي.

و تتمثل مشكلة البحث في بيان مقاصد الوقف الزراعي و كيف يمكن تفعيله من خلال تطبيق نجاحات عقود الاستثمار الخاصة بالملكية الفردية في استثمار الوقف الزراعي بما يكون له إسهامات وأثر واضح في تطوير المؤسسات الوقفية، و يؤدي إلى دعم الاقتصاد الحقيقي وتنميته بمـا يحقق مقاصده ويعود على الدول بتحقيق الاكتفاء الذاتي، فإسهامات الوقف الزراعي بالناتج المحلي الإجمالي في بعض الدول ضعيفة.

و يهدف البحث إلى التأصيل الفقهي للوقف الزراعي، وبيان مقاصده، وعرض تاريخه، وبيان طرق استثماره، و ذكر تجارب معاصرة ناجحة في استثماره.

و يعتمد البحث على كل من المنهج الاستقرائي والمنهج الوصفي التحليلي.

ويقع البحث في أربعة مباحث ؛ يتناول المبحث الأول التأصيل الفقهي للوقف الزراعي، أما المبحث الثاني فيعـرض لتاريخ الوقف الزراعـي، و يبين المبحث الثالث طرق استثمار الوقف الزراعي، وأخيرا جاء المبحث الرابع ليسلط الضوء على بعض التجـارب المعاصرة الناجحة في الوقف الزراعي فـي المملكة العربية السعودية.

و خلص البحـث إلى أن الأرض الزراعية الوقفية يمكن أن تستثمر استثمارا مباشرا أو غير مباشر.

وأنه توجد تجارب معاصرة ناجحة في الوقف الزراعي مثل أوقاف صالـح الراجحي و أوقاف سليمان الراجحي و أوقاف محمـد الراجحي في المملكة العربية السعودية.

و أوصى البحث بأن يتوجه الوقف الزراعي بالمملكة إلى تنويع المزروعات، مع التركيز على القمع ؛ حيث إن زراعته لا تحتاج إلا إلى القليل من الماء ويمكن له أن يكتفـي بمياه الأمطـار، كما أنه يحتاج إلـى درجة حرارة مرتفعـة جدا، و هذا يتناسب مع الطبيعة الجغرافية للمملكة.