إعادة ربط الفكر الإداري العربي بالعلوم الاجتماعية: المفاهيم السوسيوثقافية نموذجا

الملخص AR

عبر منظور تحليلي نقدي للفكر الإداري، خلص البحث إلى أن ثمة تباعدا فيما بين الفكر الإداري والعلوم الاجتماعية والإنسانية في الفترة الأخيرة، وأن إفادة هذا الفكر من هذه العلوم جعلت تضمر شيئا فشيء، وكأن الفكر الإداري بات يأكل ذاته، ويقتات على مفاهيمه نفسها، مما سبب له ضمورا مفاهيميا وتنظيريا وتطبيقيا، الأمر الذي يوجب معاودة الركض في الحقول الاجتماعية والإنسانية مجددا؛ بحثا عن أفكار ومفاهيم جديدة من شأنها المعاونة في إنارة بعض الزوايا المعتمة، حيث يفترض البحث أن ذلك خليق بأن يسهم في تجديد الحيوية المفاهيمية والتنظيرية في هذا الفكر، وصولا لبلورة مفاهيم إدارية، نظريات/ نماذج جديدة، في السياق العربي على وجه التركيز.

ومن هذا المنظور، تتبلور المشكلة البحثية في استكشاف بعض أبعاد مسألة ضمور اللحمة بين الفكر الإداري والعلوم الاجتماعية والإنسانية، وكيف يسعنا إعادة تلك اللحمة، عبر التطبيق على المفاهيم السوسيوثقافية، مما خلق سؤالا رئيسا مفاده: كيف يسع المفاهيم السوسيوثقافية أن تسهم في تطوير الفكر الإداري العربي، مفاهيميا وتطبيقيا؟ وللإجابة عن هذا السؤال بقالب منهجي متماسك، فكك إلى ثلاثة أسئلة فرعية وهي: (1) ما أهم أسباب افتقار الفكر الإداري لإطار مفاهيمي وتنظيري يعينه على التجديد والإبداع؟ (2) ما أهمية الإطار المفاهيمي السوسيوثقافي لتطوير هذا الفكر وتجديده؟ (3) ما المفاهيم السوسيوثقافية التي يمكن تفعيلها لتطوير هذا الفكر وتجديده؟.

وقد تناول البحث المفاهيم السوسيوثقافية الآتية: العقل الجمعي، والأساطير، والهابيتوس والنسق، والوراثة الاجتماعية، والسيمياء.