مصطلح الفحول ((من طبقات الشعراء ... إلى ... أنساب الخيول)‎)‎ : دراسة لغوية

الملخص AR

يرصد هذا البحث ما يجري من حدث مؤسف في سوق الطباعة والنشر، وذلك حين تجاوزت و تتجاوز شركات، ودور نشر، ومكاتب تجارية، أو مسميات متطفلة متثاقفة، إذ أخذت تستحوذ على كتب تراثية تحت أغطية شتي تحقيق ، إعداد ، عناية ، إخراج ، نشر ، مراجعة ، أو ..أو..

، ثم إصدار هذا الموروث الأممي دون الرجوع إلى أصول المخطوط ، أو توثيق النصوص، أو تصحيحها، أو بيان لخطة العمل، أو الإشارة أو التلميح إلى عمل سابق في الموضوع نفسه، أو جهد قام به نفر قبل هذا العمل، أو ..أو..، إما يجعل العمل الصادر أو المنشور مبتورا يتدلى في جب مهجور، وركية مالحة سواء في العنوانات أم المتون أم في الحواشي ..

فلا تقميش يروي، ولا تهميش يسري..! وتمضي البضاعة تسحر العيون بألوان من التزويق في متجر التسويق رغم فقدانها لكل قيمة ثقافية أو معلم حضاري إلا في تزيين الغلاف بلون فاقع يشر الغفلة من الناظرين وفي تجوالنا بين أروقة المعارض، تصطدم في كل عام بخطب رهيب لمقتل كتاب من كتب التراث برصاصة شركات، أو دور النشر، أو..أو مختصرين المسافة بالقول : بأنا رصدنا كتبا شتى تتدلى في حبال الموت أو تحت مقصلة الضحايا ! والضحية هذه المرة (نسب فحول الخيل ) لابن الكلبي ت٢٠٤هـ)، فإذا بالكتاب ينتابه تغيير في العنوان وتحوير في (المتن)، فلا صورة لمخطوط معتمد، أو ثانوي مرشح ، أو حاشية بيان، أو معقوفات توضيح، أو استنساخ أو مقدمة ، أو ...

أو إذا كيف تم النشر، ومن منح الإذن بالطبع، أو رخص له، ولا شيء عن مؤلف الكتاب، ..ولا ..ولا..

! وكل ما في الأمر ؛ غلاف عليه صور خيول بألوان تعدو في رمال غربية، رسمتها شركة النوابغ للفكر في أرض الكنانة، القاهرة.

والأنكى في هذا التسويق أن تسوق هذه البضاعة إلى الطلبة من مراحل شتي، وإيفادات من كل جامعة تأخذ بأعداد من هذه الخيول) في ظل وصولات أو سندات، ومبالغ، لرفد المكتبات، وطلبات البكالوريوس، والدراسات العليا، والمكتبات الخاصة والعامة ، بهذا الكتاب، أو ما شاكله سيأتي الحديث في مناسبة أخرى إن شاء الله تعالى، إذن ، ماذا بقي من الكتاب ؟ وماذا يقدم المعارض للرواد ؟ سوى عارضة قرعاء تزينت في سوق التصريف بوزن (فعول) فظن أنها قصدت (فحول)، فمضى التصحيف والتحريف في غفلة وسط هرج ومرج في حارة حيص بيص ، حتى صدحت قريحتي فأنشدت باهة : اذقنا فحيل الفحول حقاقا فهاج على دور الطباع ضرايا ملأنا جرابيت الثراث شعالا فاين أمير القوافي يشفي الجرابا؟! وقد مهدنا للبحث سطورا وجدناها مفيدة في تحصيل هذا الجانب، معيدين للأذهان شؤونا وهموما ذات صلة وطيدة بتاريخ يعيد نفسه عن مصطلح (الفحول) في أقلام أساتيذ كانوا (فحولا) – حقا - في امتلاك ناصية البراعة دفاعا عن التراث، وذلك حين عاينوا (فحولا) – من نوع آخر - كانت تحاول أن تبصبص بلا شرعة أو منهاج في عنوانات الكتب رغما على (المخطوط )، فكانت أقلاهم شموسا – بفتح الشين جموحا لا تقبل أي نوع من الاذلال!! وصاحب الرسالة عليه أفضل الصلاة والسلام نهى عن إذلال الخيل أو الجر من نواصيه ..

غير أنها اليوم تجر من النواصي و الأقدام على يد زابن ناشر في السوق المأفون، والحديث ذو شجون، و لا حول و لا قوة إلا بالله رب موسى وهارون !