أثر الثورة الفرنسية و الإرساليات التبشيرية على الفكر العربي في القرن التاسع عشر

الملخص AR

قامت الثورة الفرنسية للمدة ( ۱۷۸۹–۱۷۹۹) و شهدت تطورات سياسية واجتماعية كبرى و جسدت تغييرات جذرية لصالح حركة التنوير ومطالبها المتكررة في بناء الديمقراطية وحقوق الشعب والمواطنة ، و تركت أثرا واسع النطاق من حيث التغير و التأثير في الدول و الشعوب الأوروبية.

لم يحدث أن سمع المشرق العربي عن الثورة الفرنسية و مبادئها إلا مع مجيء نابليون بونابرت على رأس حملته للاستيلاء على مصر عام 1798، و محاولاته تطبيق ما أقرته الثورة الفرنسية من أفكار ونظم سياسية ، فكان الحكم النيابي في طليعة الإجراءات التي حاول نابليون تطبيقها.

و قد كان أثر الحملة الفرنسية على مصر بمثابة الصدمة التي فتحت عيون المصريين ومن ثم العرب لاسيما طلاب البعثات الذين درسوا في فرنسا فيما بعد ، على ما وصلت اليه المدنية الأوربية المرتكزة على تطور العلوم المختلفة , كانت رؤية المفكرين العرب المعجبين بالثورة ومبادئها ، أنها قدمت انطباع ان كل أمة يسودها الظلم والاستبداد والفساد والفشل في إدارة الحكم و السياسة يمكن لشعبها الثورة على الحاكم ، فالثورة تبعث في الأمة دما جديدا ونشاطا كبيرا .

امتازت الارساليات التبشيرية بالتنظيم والدعم الدولي ومن أهم أهدافها نشر الدين المسيحي ، وأفادت من الوضع السيء في الولايات العربية ونجحت في كسب الكثير بما قامت به من أعمال إنسانية للفقراء و كذلك تحسين التنمية الاقتصادية ومحو الأمية ونشر التعليم والرعاية الصحية و بناء دور الأيتام ، و قد ارتبط عمل البعثات التبشيرية بشكل كبير مع نشر الطباعة و التعليم و التنمية الاقتصادية و تنظيم المجتمع المدني ونشر الحرية الدينية أهتمت الإرساليات التبشيرية الأمريكية بالطباعة و التعليم وإقامة القداس باللغة العربية وفتح المدارس و جعل التعليم فيها باللغة العربية ، أهم المآخذ على حركة الارساليات التبشيرية أنها تزامنت مع التوسع الغربي باتجاه الدولة العثمانية لاسيما في مصر و بلاد الشام و المغرب العربي و لذلك عدت الارساليات تمهيدا للسيطرة الاستعمارية التي فرضت سيطرتها على الدول العربية و كشفت عن الوجه الحقيقي للاستعمار و فرض سيطرته و إرادته على شعوب المنطقة .