إشكالية الدولة و المجتمع عند الفارابي

الملخص AR

هدفت هذه الدراسة إلى البحث في إشكالية الدولة و المجتمع عند الفارابي، أو ما دعاه هو ب "العلم المدني" أو "السياسة المدنية"، بما هو موضوع الفلسفة السياسية و الاجتماعية، و ذهب الباحث إلى تتبع أصول هذه الإشكالية و استقصاء مصادرها كما بثها الفارابي في مؤلفاته و رسائله.

و خلص البحث إلى أن الفلسفة السياسية عند الفارابي تشكل جزءا مهما و أصيلا من فلسفته العامة، كما أن آراءه السياسية النظرية تغلغلت في أثناء هذه الفلسفة و فرضت حضورا و ترسخا لافتين، و تبين للباحث متانة الوشائج التي أوجدها الفارابي بين كل من السياسة و الأخلاق و المجتمع و نظريته في السعادة من جهة و بين آرائه السياسية و نظريته في الفيض و تراتب الموجودات من جهة أخرى، لم يشأ الفارابي أن يفصل الجانب الاجتماعي عن سياسة الدولة المدنية عن باقي فروع فلسفته، و ذلك لإيمانه بوحدة العقل الإنساني، مقتضاه إن الفيض لدى الفارابي الذي رتبت فيه الموجودات التي تضمنت دلالته المنطقية و الأخلاقية و الأبستمولوجيا(1)، كما أن له أيضا دلالته الكبرى في شأن بناء الفارابي و تأسيسه لمبادئ الدولة و المجتمع.

على ضوء ذلك قررت عنوان بحثي الموسوم (اشكالية الدولة و المجتمع عند الفارابي).

تضمن البحث المقدمة و ثلاثة مباحث، المبحث الأول : ظروف النشأة و البيئة الثقافية، احتوى هذا المبحث على حياة الفارابي ونشأته، و علم المعرفيات وعلم الآخرة في رؤية الفارابي.

أما المبحث الثاني : الفلسفة والدولة المدنية عند الفارابي، تناولت فيه، الفلسفة و المجتمع المدني، و المشروع السياسي الواقعي لدى الفارابي.

المبحث الثالث : الفارابي في زمنه السياسي و الفكري، حيث تضمن هذا المبحث، الزمن السياسي و ضعف الدولة، و مقدمات الفكر السياسي عند المسلمين إلى غاية مجيء الفارابي.

و من ثم تضمن البحث الخاتمة و قائمة المصادر و المراجع.