علم الكلام و الحاجة إلى تجديده

الملخص AR

يتناول هذا البحث مفهوم علم الكلام والحاجة التي دعت الى تجديده، أعتمد الباحثان في دراسة هـذا البحث على الدراسة النظرية التي تهدف للتعرف على مفهوم علم الكلام الجديد وكيف إن التجديد في هذا العلم يجعله يستجيب لمتطلبات الحيـاة المتغيرة و يجيب عن الاشكاليات التي اجتاحـت العالم المعاصر باعتبار إن موضوعه هي الأصول الاعتقادية، فيتناول هذه الاصول من أجل الاعتماد على صحتها والدفاع عنها من خلال الأدلة و البراهين العقلية والنقلية، فضلا عن التطرق الى نشأة علم الكلام الجديد، و بيان أوجه التجدد في علم الكلام، فضلا عن الكشـف عـن الحاجة التي دعت الى تجديد هـذا العلم، و توصلت الدراسة الى أهم النتائج منها : بيان مفهوم علم الكلام عند العلماء إضافة الـى بيـان مفهـوم التجديـد عنـد علمـاء اللغة والاصطلاح.

تطرقنـا الى بيان تاريخ نشـأة علـم الكلام الجديد من خـلال بيـان أول من استخدم هذا المصطلح ( الكلام الجديد) من قبل العالم الهندي شبلي النعمانـي، و من ثـم التطرق الى وحيد الديـن خان و الذي يعد من ابرز مـن كتب في هذا العلم، فضلا عـن بيان أول من تطرق في ایـران الى ماهية علم الكلام الجديد هو الشـهيد مرتضى مطهري، إضافة الى بيان ظهور جيل مـن العلماء في تلك الفترة لمواجهة هذا الواقع الفكري المرفوض في الوسط الديني، وكان من أبرز هؤلاء السيد (جمـال الدين الافغاني، محمـد عبـده، والشيخ محمـد رشـيـد رضـا العلامة الطباطبائي و تلميذه مرتضى مطهري، والدكتور علي شريعتي، وسيد قطب، والسيد محمد باقر الصدر، و مالك بن نبي وغيرهم ).

بينـا العديد من الأسباب التي دعت الى تجديد هذا العلم، ومن أهمها ظهور الشبهات في مطلع العصر الحديث، وبسبب انتشار ظاهرة الألحاد وشبهات الملحدين، لذا تحتم التجدد في علم الكلام وبسبب ما فرضه الواقع الراهن بكل إشكالاته و شبهاته وزيغه، تجديد بنية العلم من حيث اللغة وطريقة الحوار والمسـائل، إضافة الى تعرض هذا العلم لكثير من أوجه النقد و لشدة الحوارات التي دارت بين المفكرين والمصلحين مع غيرهم ممن يخالفونهـم بالمذهب و المعتقد، فضـلا عـن إن الفكر الدينـي يشهده الجمود والانغلاق و نتيجة لتأخرهم وتقدم الغرب عليهم ونتيجة لمحاولة تشـويه الدين وهدمه وتحريف نصوصـه و معانيه، إضافة لتواطئ قوى الكفر على اختلاف عقائدهـا وأهوائهـا و مصالحها على حرب الاسلام والقضاء على أهله وإلغاء أحكامـه و تعاليمه، و نتيجة لكثرة الطعن بالعقائد الاسلامية و التشكيك بوجود الله تعالى وبنبوة محمـد ( صلى الله عليه و الـه)، دعت الحاجة الى تجديد هذا العلم و تجديد الفكر الديني.