التنافس الأمريكي–الأوربي في منطقة البحر الأحمر منذ نهايات القرن التاسع عشر و حتى القرن العشرين

الملخص AR

إن لمنطقة البحر الأحمر مكانة خاصة في الاستراتيجيات العالمية والإقليمية , و أهميتها يستدل بها بكل معايير الجغرافية السياسية و الاقتصادية و العسكرية وهي أحد الاتجاهات الاستراتيجية الحيوية للدفاع البحري العربي ومنطقة البحر الأحمر تحتوي على عدد من الأهداف الاستراتيجية و الاقتصادية و الإدارية لست دول عربية تطل عليه و تتوزع بالتساوي على الساحلين الآسيوي و الإفريقي و منها الأماكن المقدسة القريبة من الساحل في السعودية وقناة السويس ومضيق تيران وباب المندب وبعض الجزر , و الثروات الاقتصادية في البحر و خطوط الملاحة ولا شك أن الطبيعة الجغرافية, قد جعلت تلك المنطقة تتميز بدلالة خاصة ساهمت في استمرار اهمية البحر الأحمر التوجهات الجديدة للنظام العالمي الجديد القائم على إعطاء البعد الاقتصادي أولوية مطلقة على ماعداه , سيما مع تبني معظم الدول المنتصرة بعد الحرب العالمية الثانية التوسع السياسي والاقتصادي والعسكري شعارا لها, فأصبحت منطقة البحر الأحمر منطقة استقطاب وجذب للدول الكبرى واهمها الولايات المتحدة الأمريكية و الاتحاد السوفيتي السابق , وما زالت تلك المنطقة الحيوية تستقطب تنافس القوى الكبرى بما تتصف به من سمات خاصة كمسرح للصراع والتنافس , و كموقع استراتيجي واقتصادي ذو أهمية على مستوى الاقتصاد العالمي والعلاقات الدولية بناءا على ما تقدم إن البحر الأحمر تحيطه دول عربية، وأخرى غير عربية، و تلك الدول تمتلك موانئ مهمة على الشواطئ الواقعة ضمن مياهها الإقليمية، و لأهمية منطقة البحر الأحمر الاستراتيجية كانت البلدان الواقعة عليه و على مداخله و مخارجه منطلقا للتطلعات الاستعمارية، لكونه ممرا مهما يربط البحر المتوسط بالمحيط الهندي و لاسيما بعد احتدام التنافس الدولي بين بريطانيا وفرنسا و ايطاليا في حوض البحر المتوسط في الثلث الأخير من القرن التاسع عشر, فضلا عن كونه يخدم التجارة العالمية ، ولهذا هو موقعا ملائما لمد النفوذ و السيطرة على المناطق الحيوية الفاعلة في الشرق العربي و افريقيا .

"