الدلالة الأخوية للشاهد الفزاني في المفعول المطلق و المنادى في كتاب البسيط لركن الدين الأستراباذي (ت : 715 ه)‎

الملخص AR

القرآن الكريم هو الحجة البالغة والبرهان الدامغ لكل من اراد أن يحتج به لإثبات رأي، أو البرهنة على حكم، و قد تكفل المولى (الباري) جل و علا بحفظه، قال تعالى((إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون)) : [الحجر : 9].

ونشأة النحو العربي مرتبطة ارتباطا وثيقا بالقرآن الكريم ولولا هذا القرآن العظيم لما نشأ هذا العلم.

والدلالة النحوية مستمدة من نظام الجمل وترتيبها وأن أي اختلال يحصل في بناء الجمل يؤثر في دلالتها وتدمير العلاقات النحوية الصحيحة يؤدي عبارة لا معنى لها، و الدلالات النحوية كانت حاضرة في كتاب البسيط لركن الدين، وهو أبو الفضائل السيد ركن الدين الحسن بن شرف شاه العلوي الحسيني الاستراباذي (ت : 715هـ)، غرف الاستراباذي بأنه كان يتوقد ذكاء وفطئة، فضلا عن كونه وجيها متواضعا حليما يقال إنه كان يقوم لكل أحد حتى للسقاء، ومن حلمه يحكى أنه كان مدرسا بماردين بمدرسة هناك تسمى مدرسة الشهيد، فدخلت عليه يؤما امرأة فسألته عن أشياء مشكلة في الحيض فعجز عن الجواب فقالت له المرأة أنت عذبتك واصلة إلى وسطك وتعجز عن جواب امرأة قال لها يا خالة لو علمت كل مسألة أسأل عنها لوصلت عذبتي إلى قرن الثور.

و قد كان وافر الجلالة مبجلا عند ملوك عصره و سلاطينه.

قدم السيد ركن الدين الاستراباذي الى مراغة، وكانت عامرة بمدارسها يحل فيها الأدباء والشعراء و الفقهاء، واتصل بأشهر علمائها نصير الدين الطوسي(ت : 672هـ)، الذي ذاع صيته وفاض علمه من حوله و طغت سمعته على من سواه فلازمه ملازمة لم يفترقا بعدها إلا بموت نصير الدين الطوسي، و لم تذكر المصادر له شيخا غير الطوسي، وقد وصف الاستراباذي بأنه عالم مشارك في النحو و التصريف والفقه والمنطق والطب والكلام والأصول، واشتغل على النصير الطوسي، وحصل منه علوما كثيرة، فقدمة النصير، وصار رئيس الأصحاب بمراغة، ولما توجه النصير الطوسي إلى بغداد سنة (672هـ) رافقه تلميذة الأستراباذي للاستزادة من علمه فلما مات النصير في سنة (672هـ) دفن بحضور تلميذه الأستراباذي في مشهد الإمام موسى بن جعفر (عليه السلام) ثم ذهب ركن الدين إلى الموصل واستوطنها، وتألق نجمة فيها حتى لقب بـ(عالم الموصل)، وتولى التدريس في المدرسة النورية بها، وفوض إليه النظر في أوقافها، ثم فوض إليه تدريس في المدرسة الشافعية بالسلطانية.

ومما يدل على سعة ثقافته و إلمامه بمختلف العلوم آثارة العلمية و مؤلفاته ؛ إذ ترك آثارا في النحو، والصرف، واللغة، والأدب، والأصول، والفقه، وعلم الكلام، و الحكمة، و المنطق، والطب وهي مبثوثة في مؤلفاته، هي : شرح قواعد العقائد النصيرية، و شرح قواعد العقائد للغزالي في الكلام، و البسيط في شرح الكافية و يسمى بالشرح الكبير، و الوافية في شرح الكافية في النحو وتسمى الشرح المتوسط، والشرح الصغير على الكافية في النحو، و شرح الشافية لابن الحاجب في الصرف، وشرح المختصر لابن الحاجب في الأصول المسمى (حل العقد والعقل في شرح مختصر السؤال و الأمل) وشرح الحاوي للقزويني في الفقه، والشرح الثاني لحاوي القزويني في الفقه، وحواشي تجريد الفوائد للطوسي، و المسائل العشرون الحكمية، وشرح الحماسة، ومرآة الشفاء في الطب، و شرح المطالع في المنطق، وشرح شمسية المنطق، وشرح فصيح ثعلب في اللغة.

و قد أكد أهمية النحو في الدلالة، وبحثي هذا يضم الدلالة النحوية للشواهد القرآنية في المفعول المطلق، و المنادى التي وردت في كتاب البسيط لركن الدين.