الفلسفة السياسية عند الماوردي

الملخص AR

تشكل الفلسفة السياسية للماوردي تلخيصا ذكيا للمراحل التي قطعها الفكر الأشعري، واستيعاب وتجاوز للمصادرات الكبرى فيه وتطويرا له.

وقد انتقلت معه الإشكالية السياسية الكبرى "الخلافة"، وللمرة الأولى من علم الكلام إلى الفقه مع تقديم نظرية سياسية تبدوا مقبولة حسب تلك الظروف.

لقد كان هدف الماوردي من مساهمته الفقهية والفكرية في السياسية، هو توسيع إطار الشريعة لتشمل شؤون الدولة أو على الأقل ضمان عدم الفصل بين شؤون الحكم وروح الشريعة الإلهية.

ويبدو أن تنظير الماوردي ليس موجها للخلافة، بل للدولة السلطانية كما يشير إلى ذلك صراحة في كتابه الأحكام السلطانية، إنه يضع القواعد التي يجب على الدولة السلطانية التقيد بها كي تبقى منسجمة مع تعاليم الدين، وبالتالي تبقى في إطار الجماعة.

فهو يتعامل مع السلطة الفعلية ويعالج مشكلة حية، ولا يخوض التأمل في مسائل ميتة.