تأثير زخارف سامراء الجصية على الزخارف الجصية في العصر العباسي المتأخر: دراسة مقارنة مع الزخارف الجصية في مدينة بلد اسكي موصل : نماذج من المتحف العراقي

الملخص AR

الجص من المواد التي استخدمها الإنسان منذ القدم، في تكسية الجدران وتزيينها بالزخارف، نظرا لما تمتاز به هذه المادة من بياض ناصع، يجتذب الأنظار، مع سهولة الحصول عليها من الطبيعة بأقل تكلفة، وتعد زخارف سامراء الجصية أكثر أنواع الزخارف أهمية وشيوعا في الزخرفة العربية الإسلامية، وان الزخرفة الجصية سامراء، ظهرت لنا في بيوت وقصور سامراء.

وخلال العصر الإسلامي، وبفضل الروح الزخرفية التي تميزت بها الفنون الإسلامية، بلغت زخارف الجص شأنا فنيا كبيرا يكاد ينافس مكانة الزخارف الأخرى.

وقد شهدت زخارف الجص قفزة كبيرة أثناء تشييد العاصمة العباسية الجديدة سامراء، ذلك أن السرعة الكبيرة التي أراد بها الخليفة المعتصم بالله إنجاز أعمال البناء والزخرفة فيها، هذه السرعة أدت إلى تفضيل تغشية الجدران بطبقة من الجص مع قيام المزخرفين بحفر الزخارف فيها بعد جفاف الجص.

وكذلك استخدام الصب في القالب أن العناصر الزخرفية السائدة فيها جميعا، من عناصر هندسية متداخلة، وزخارف نباتية، تمثل أوراقا وثمارا، وأنصاف المراوح النخيلية، وعناقيد العنب.

البحث دراسة ميدانية لنماذج الحفر على الجص في العصر العباسي المتأخر، والنماذج التي تم دراستها ألقيت الضوء فيها على أهم التأثيرات الفنية لزخارف عصر سامراء في الحفر على الجص، إذ تركت تلك الطرز الفنية أثرا واضحا في العصور اللاحقة، وقد تمكنت من تتبع ظهور تلك الطرز ودراسة تطورها وأبرز التأثيرات التي تركتها في الزخارف المنفذة في العصر العباسي المتأخر.

إن النماذج المدروسة هي في الغالب أجزاء من قطع فنية، كانت في الأصل تزين واجهات جدران أو تزين واجهات المحاريب في المساجد، وقد اعتمد الفنان في أغلب الأحيان على العناصر الزخرفية في عصر سامراء واستخدمها على الزخارف التي تم تنفيذها، كما وأن الفنان اعتمد على الأسلوب الفني ذاته في تنفيذ الزخارف على الجص وهي الحفر الراسي والصب في القالب.

وأن من أهم العناصر التي اعتمدها الفنان هي ورقة العنب، وعناقيد العنب وهو أسلوب متأثر بالطراز الأول، والتحوير الشديد في العناصر الزخرفية إذ فقدت ورقة العنب مميزاتها الفنية، وهو أسلوب متأثر بالطراز الثاني وورقة المروحة النخيلية محورة عن الطبيعة وهو أسلوب الطراز الثالث.