الأبعاد الثقافية واللغوية في جهود أعلام المفسرين بالجنوب الجزائري: تفسير "قطوف دانية" للشيخ الأخضر الدهمة أنموذجا

الملخص AR

ليس التفسير والتأويل فعالية منغلقة على النص، ولا هما في الواقع ممارسة أحادية الجانب، بقدر ما أنهما تمثيل للهوية الثقافية واللغوية في جدلها مع التاريخ والواقع، بالقدر الذي يفصح عن ثوابت تجسد معنى الخصوصية رغم المرونة التي تستوعب بها كل من الثقافة واللغة القومية التحولات والتفسير القرآني واجهة يتكرس معها هذا البعد الثقافي واللغوي، وبخاصة داخل النظام البياني، بصورة ينعكس معها توجه نحو ترسيخ قيم الجماعة في الجانب الثقافي، وتوجيه لطرائق العربية الفصيحة في الأداء وكشف عن جمالية الخطاب، وآفاق الدلالة القريبة والمرجحة من خلال الاحتكام والاستحضار للنماذج "الشواهد" المعضدة لها.

ومن هنا تتجلى خصائص النظام البياني داخل حقل التفسير، من خلال انعكاس قيم ثقافية ولغوية مميزة يترجمها التلقي الخاص المستند إلى مبادئ تحكم التأويل وتوجهه، وبصورة يتأكد فيها تفاعل النص على السياق بمختلف أنواعه، والمقاصد المعلومة وأوليتها في التأويل عند كل حاجة.

ومن هنا تعالج هذه الورقة إشكالية عامة مضمونها: كيف أسهم التفسير القرآني في تكريس القيم الثقافية واللغوية في بعديهما العربي والإسلامي؟ وكيف ينعكس ذلك من خلال إسهامات أعلامه في الجنوب الجزائري من خلال عينة هي تفسير قطوف دانية من سور قرآنية) للشيخ الأخضر الدهمة.