تأثير الإعلام الرقمي لتنمية الثقافة السياسية في صناعة وعي الجمهور: دراسة بين المداخل والنماذج

الملخص AR

حلّت رسائل الإعلام الرقمي محل الرسائل الخطية، وشاركت "غرف الدردشة" الإلكترونية الجلسات والمجالس العائلية والاجتماعية، ولم يعد السفر شرطا لرؤية الأصدقاء أو سماع أصواتهم أو للبيع والشراء أو الدراسة، ولا سبيل إلى اختزال كل ما وقع من تغيّرات تجاوزت البشريّة من خلالها حدود الزمان والمكان والجغرافيا، ولا إلى الإسهاب في تناول وسائل الاتصال الحديثة – تاريخها وتطوّرها وأنواعها وتأثيراتها، من آثار تلك التقنيات والوسائل نشأة ما أصبح يعرف بالفضاء الإلكتروني أو الرمزي cyberspace الذي يضمّ عددا كبيرا من المجتمعات الافتراضية–بداية من غرف الدردشة والمجموعات البريدية وانتهاء بتويتر Twitter والفيسبوك، وغيرهما من مواقع التواصل الاجتماعي، ومن ثم فإن الباحث يسعى إلى تقييم وفهم وسائل الإعلام الرقمي في التوعية بقضايا المجتمع لدى الجمهور، ويهدف البحث إلى التعرف على المداخل النظرية لتأثير الأعلام الرقمي على وعي الجمهور، وتوضيح نماذج تأثير الأعلام الرقمي على وعي الجمهور.

حيث استخدم البحث منهج الوصفي التحليلي والذي يقوم بمحاولة تحليل ووصف تأثير وسائل الأعلام الرقمي في التوعية المجتمعية لدى الجمهور، حيث توصل البحث إلى أهم النتائج المتمثلة في إن الواقع فرض نفسه المتمثل في الإعلام الرقمي بوسائله المختلفة لعبت دورا مهما وفعالاً فيما شهدته الدول من تحركات وثورات الربيع الديمقراطي، جعل البعض يصفها بأنها "ثورات فمسبوكيه" نسبة إلى الدور المهم الذي لعبه موقع الفيس بوك في التواصل بين المتظاهرين، وهو ما دفع البعض إلى القول بأن الإعلام الافتراضي أو الرقمي قد حل محل التنظيمات السياسية في لعب دورها الهادف إلى التنشئة السياسية فيما أطلق عليه البعض "تنشئة الانترنت.