التلقيح في حياة الزوجين والغرس بعد موت الزوج: قراءة فقهية في الحكم التكليفي وإرث الحمل

الملخص AR

إن إرث الحمل من الموضوعات التي اهتم بها الفقهاء منذ صدر الإسلام، فبحثوا فروعها المختلفة وبينوا الشروط الواجب توفرها لحصول الحمل على الإرث في الجملة، وقد أدى التطور العلمي الهائل في العقود الأخيرة إلى بروز بحوث مستحدثة عديدة في موضوعة الإرث، وهي بحاجة إلى حلول جذرية من وجهة نظر الفقه الإسلامي؛ لملامستها للواقع وعدم انفكاكها عن حياة الإنسان ومع وجود صور كثيرة للحمل بالطرق المستحدثة، الذي يعنينا منها في هذا المقال هو بحث الحكم التكليفي والوضعي لإرث الحمل الناشئ من تلقيح نطفة الرجل لبويضة زوجته أثناء حياتهما وغرس اللقيحة في رحم الزوجة بعد موت الزوج من وجهة نظر المذاهب الإسلامية المختلفة، حيث لم تستوف حقها من البحث والدراسة بسبب حداثة الموضوع، وذلك بهدف تقديم رؤية فقهية لإرث المولودين بهذه الطريقة المستحدثة، من خلال إيجاد مقاربات منطقية للنصوص الموجودة ثم تحليل البيانات تحليلا تخصصيا مدعوما بالأدلة والبراهين وفق مايقتضيه المنهج التوصيفي التحليلي المتبع في هذا النحو من الدراسات غالبا.

وخلصت هذه الدراسة- بعد التحري الواسع والتقصي الشامل واستنطاق الأدلة الشرعية من الفريقين واقتناص موارد انطباقها- إلى توقف الحكم التكليفي لغرس اللقيحة في رحم الزوجة بعد موت الزوج على بقاء العلقة الزوجية بينهما، ومن ثم القول بالجواز لثبوت بقاء العلقة، مضافا إلى ثبوت نسب الحمل إلى صاحبي الماء، وهما الزوج والزوجة؛ لأنه تخلق من مائهما، وعدم إرثه من الرجل لفرض تجميد اللقيحة مدة من الزمن ثم غرسها في رحم المرأة وانخرام بعض شروط الحمل، إلا أن تكون مدة التجميد قصيرة بحيث لا يتجاوز الحمل أقصى المدة المحددة له؛ فإنه حينئذ يرث كما يرث الحمل الطبيعي، والتوارث بينه وبين المرأة باعتبارها أمه...