أصالة التشيّع ثقافياً في بغداد منذ تاسيسها حتى نهاية الغيبة الصغرى (329 هجري)‎

الملخص AR

امتاز التشيع بمنظومة موسعة من الآداب والعوامل الثقافية الدينية، وكان لها دور كبير في تاريخ الإسلام الثقافي بشكل عام، وقد حظيت بغداد بنصيب وافر من هذه الثقافة، إذ إن بغداد عاصمة الإسلام في القرن الثاني وما بعده، وعاصمة مهمة للتشيع لكن وللأسف الشديد قامت مجموعة من كتاب القرن الأخير بتحريف الحقائق والشواهد التاريخية، فسعوا إلى تثبيت مفهوم عدم أصالة الشيعة ثقافيا في العراق عموما، وبغداد خصوصا، وأن التشيع وثقافته إنما ظهرا فيها بعد دخول البويهيين إليها.

وعلى هذا فهنا سؤال يطرح نفسه، وهو كيف يمكن لنا إثبات أصالة التشيع ثقافيا في بغداد منذ تأسيسها (145 هجري) حتى نهاية الغيبة الصغرى (329 هجري)؟ وقد افترضنا أن أصالة التشيع الثقافية امتزجت بثقافة بغداد منذ الفترة الأولى لوجودها وتأسيسها، وطبعتها بطابعها الخاص، وألقت عليها من ثقافتها وهويتها الخاصة حتى أصبحت جزءا لا يتجزأ منها.

وهدفنا هو توضيح الدور المهم للثقافة الشيعية في بغداد منذ تأسيسها، وكما هو معلوم فإن الثقافة الشيعية متنوعة وكثيرة ويمكن لنا أن نتطرق إلى نماذج مهمة منها على الساحة البغدادية، ما تبين أصالة التشيع وثقافته في هذه المنطقة المهمة، وتطورها حتى منتصف القرن الرابع الهجري.

وعليه فإن المنهج في هذا البحث هو المنهج الوصفي التحليلي.

وما وصلنا إليه حقائق ثابتة دلت عليها النصوص المعتبرة والشواهد وأيدها كثير من أئمة التاريخ والأدب الإسلامي.