التركيب الأوائلي في العربية الفصيحة المعاصرة

الملخص AR

إن للغة العربية الكثير من الوسائل في تنمية رصيدها المعجمي شأنها في ذلك شأن اللغات البشرية الأخرى التي تتميز بسمة "الإنتاجية أو الإبداعية أو عدم المحدودية وتعني أساسا أن عدد التعبيرات الممكنة في أية لغة بشرية غير نهائي"، وقد تعددت تلك الوسائل في إنتاج الكلمات منها على سبيل التمثيل لا الحصر : الاشتقاق بأنواعه والتعريب والترجمة والدخيل والنحت، وقد شهد هذا الأخير جملة من التطورات في الأساليب التي عهدتها العربية، فقديما عرف النحت من خلال صياغة كلمات من جمل أو عبارات كه حوقل» لجملة قال : لا حول ولا قوة إلا بالله، ك"بسمل"، في قولنا : بسم الله الرحمن الرحيم، وحديثا نجد "لوح الركمجة"، أي لوح ركوب الأمواج و "القوات المجولفة" من قولنا : القوات المحمولة جوا.

وتلاحظ في العربية الفصيحة المعاصرة ظهور نمط جديد من النحت، يتمثل في التركيب الأوائلي، وهو نحت كلمة جديدة من خلال أخذ الأحرف الأولى من العبارة أو المسمى، مثل: كلمة "واس"، من وكالة الأنباء السعودية، و"وات" وكالة أنباء تونس.

وتسعى هذه الدراسة إلى رصد هذه الظاهرة الجديدة في العربية الفصيحة المعاصرة؛ لأهداف منها: متابعة جديد التطورات في لغتنا القومية تأطير هذه الظاهرة في إطارها اللغوي بطريقة منهجية علمية منظمة.

أما المدونة اللغوية التي تعتمدها هذه الدراسة؛ فهي اللغة العربية الفصيحة المعاصرة ولاسيما في الصحافة العربية والخليجية المعاصرة، وقد اعتمدنا المنهج الوصفي التحليلي وسيلة لدراسة هذه الظاهرة ووصفها وتحليلها.