قضية اللفظ والمعنى بين النقاد المحدثين

الملخص AR

المعروف أن الفنون الأدبية تستعمل العديد من الوسائل والأدوات للتعبير عما يضمر في نفس صاحب الفن، ويختلف استعمالها وفقا لاختلاف الفنون لأن كل فن تقتضي طبيعتها الأدوات المناسبة لها.

وكذلك تختلف فيما بينها من ناحية سعتها أو ضيقها.

فعلى سبيل المثال يستخدم المصور الفرشات والألوان المختلفة لتصوير منظرا تأثرت به نفسه وهو يريد التعبير عما يختلج في قرار وجدانه كي تشعر بالطمأنينة والتخلّص من الفلق بعد التعبير عن مضمراته، ويندرج في تلك الفنون الأدب الذي يستخدم فيه الأديب الأدوات التي نسميها باللفظ والمعنى إن الأديب يعبر عما تختلج في قرار وجدانه من العواطف الحارة أو ما تجول في ذهنه من الأفكار الرائعة عن طريق التعبير.

نظرا لهذه الأهمية تناول النقاد هذه القضية "قضية اللفظ والمعنى" بقدر من التفصيل في القديم والحديث سواء بسواء ونالت القضية اهتماما كبيرا من قبل الأدباء والشعراء العباقرة إضافة إلى النقاد البارعين حيث اختلفوا فيما بينهم من ناحية تفضيل أحدهما على الآخر.

فمن هذا المنطلق سنتناول في هذه الورقة قضية اللفظ والمعنى بين النقاد المحدثين بإشارة خاصة إلى آراء رواد النقد الأدبي الحديث التي تميط اللثام عن الإيهام والغموض السائد في هذه القضية الأدبية المهمة، وسننتهج منهجا تحليليا نقديا في هذه الورقة كلها.