تقريب وتأليف الإسلام لأهل الكتاب

الملخص AR

يهدف الإسلام إلى بناء مجتمع يتعايش فيه الكتابي والمسلم جنبا إلى جنب، تقع بينهما شتى روابط العلاقات، كل ذلك تأليفا لأهل الكتاب وتقريبا لهم من الإسلام ليتوبوا إلى رشدهم وبدخلوا في الإسلام، وحاجة المسلمين اليوم ملحة إلى تحريك كافة المعارف المتعلقة بهذا الموضوع؛ لأنه أصبح واقعا معيشا، حيث يقطن في بعض البلاد الإسلامية أفراد غير مسلمين إما بصفتهم مواطنين أصليين.

أو بصفتهم مهاجرين دخلوا تلك البلاد فتجنسوا فيها وفي كلتا الحالتين ينبغي تقريبهم وتأليف قلوبهم حتى يهتدوا إلى دين الحق.

ثم إن وجود طائفتين عظيمتين من المسلمين: أولاهما ترى وبحسن نية إعلان الحرب على كل مخالف في الدين ولو كان سلما للمسلمين.

والأخرى: لا تفرق بين المسلم وغير المسلم، وتتبنى فكرة التقريب بين الإسلام وغيره من الأديان؛ فجاء هذا البحث ليقدم المنهج الإسلامي المعتدل الذي يتاحاشى الإفراط والتفريط في هذا المضمار، وليسلط الضوء على محسان الإسلام، وإظهار نبله في مجال التعايش مع غير المسلمين وقوفا في وجه الحملة المسعورة الرامية إلى الغض من شأن الإسلام والتي تنبزه بالألقاب من أمثال: مصادرة الحريات، وكراهية الآخر..

إلخ، فيتعين على علماء الأمة الربانيين، ومفكريها المخلصين إعداد الفقه الملائم للمرحلة القادمة من قيادة الأمة الإسلامية للركب العالمي، وأخذها بزمام الأمر لتقود العالم نحو الأمن والرخاء.

فمن خلال هذا البحث يتبين لنا أن الله تعالى كما شرع الإسلام ليكون نظاما للعلاقة بين المسلمين أنفسهم شرعه ليكون نظاما للعلاقة بين المسلمين وغير المسلمين، كما يـ يتبين لنا أن دين الإسلام يعترف بالخلاف الذي جعله الله سنة كونية، وبالتالي فهو يتعامل مع غير المسلم على أنه إنسان خلقه الله عليه حقوق وله واجبات وخاصة إذا كان ذميا تسري عليه أحكام الإسلام، ويقبل ما يحكم به عليه من أداء حق أو ترك محرم.