استتراتيجية الحصار العسكري عند الموحدين: حصار مدينة شنترين انموذجا

الملخص AR

كان للوجود العربي في الاندلس تأثيرا كبيرا دام طوال فترة تواجدهم فيها فازدهرت المدن وتعالت مكانتها بحجم ذلك الوجود منبثقا من غربها وتحديدا وتحديدا مدينة شترين ضياء ذلك الازدهار فعدت جنة الفردوس من ذلك الغرب منذ دخول العرب اليها زمن الوالي عبد العزيز بن موسى عام 94ه /713م حتى سقوطها بيد النصارى عام 542ه/1147م.

فكان مصبرها يمثل نقطة تحول بين فترات وجودها بيد العرب فاعتبروها موردا اقتصاديا وموقعا عسكريا مؤثرا على الغرب الاندلس، لكن الأوضاع السياسية وما تركته من تساقط لتلك المدن اثرها الكبير على عموم الاندلس فبعد ان كانت جزءا من ممتلكات الدولة الاسلامية وموردا اقتصاديا ودرعا عسكريا فبعد أن خسر العرب اعظم تلك القواعد في الغرب الاندلسي ومنها مدينة شترين فقد اصبحت بعد الاحتلال مركزا تنطلق منه العمليات العسكري باتجاه المدن الاندلسية.

ولكثر ما تركته من اثار تمثلت بكونها مركز لدعم وتمويل ومنطلقا باتجاه المدن الاندلسية حتم على قادة الموحدين العمل الدؤوب من اجل تحريرها، فقد وضع الموحدون خططهم في مركز القيادة في المغرب العربي وعدة العدة بعد ان وصلت بشرى تلك العمليات الى امراء الاندلس فكانت ايذانا ببدء العمليات وقد حددت شترين لتكون أولى تلك المدن لأسباب سنذكرها في متون البحث وكجزء من تلك الخطط هي الية الحصار الحصون المدينة التي عرفت بكونها متراسا دفاعيا طبيعيا وصناعيا الذي تطلب من القادة الموحدين تجهيز جيوشهم بكل مستلزمات اطالة الحصار اعتمادا على استراتيجية المباغتة اثناء الحصار.

وسنبين في البحث الطرق التي اتبعها القادة في جولاتهم الأولى والعبور في نقاط محددة من تلك الحصون اضافه الى استثمارهم سخط العرب من اهل شترين كونهم كانوا في استمرار دائم لقطع الموارد الاقتصادية وتخريب المدن، لذا سنسلط الضوء على اهم الاحداث العسكرية التي طالت الحصار ونتائجه الايجابية والسلبية واهم الخطط والضعف الاستخباري.