في سوسيولوجيا الطلبة: من الطالب الوريث إلى الطالب التكتيكي

الملخص AR

نهدف من خلال هذه الورقة إلى تقديم تصور عام حول موضوع الطلبة الذي برز خلال سنوات الستينيات من القرن الماضي، وذلك عبر رصد أهم المحطات التي طبعت المسار التاريخي لهذا الموضوع ضمن الأدبيات السوسيولوجية، مع الإشارة إلى أهم القضايا والإشكالات والأطروحات الأساسية التي وسمت كل محطة على حدة، فضلا عن مختلف السياقات الاجتماعية والنظرية التي برزت في إطارها هذه الأطروحات.

بوجه عام، نستطيع إجمال مختلف المحطات التي طبعت مسار التفكير السوسيولوجي حول الطلبة في أربع محطات أساسية: يتعلق الأمر أولا بالطالب الوريث الذي ساد سنوات الستينيات من القرن الماضي، حيث تم النظر إلى الطلبة بوصفهم أفرادا يحتلون مواقع ويؤدون أدوارا اجتماعية معينة، ويعيدون إنتاج انتماءاتهم الطبقية نفسها داخل الهرمية الاجتماعية، استنادا إلى إرثهم الثقافي المبني موضوعيا.

ثانيا، يتعلق الأمر بالطالب الفاعل الذي برز خلال سنوات السبعينيات، إذ تم التعاطي مع الطلبة في هذه الحقبة بوصفهم فاعلين اجتماعيين غير خاضعين للبنى الاجتماعية الخارجة عليهم.

فاعلون يحكمهم المنطق العقلاني والاستراتيجي في تنفيذ قراراتهم وسلوكاتهم، ويتميزون بالوعي التام بأهدافهم ورهاناتهم الأساسية داخل الجامعة وخارجها.

ثالثا، نجد الطالب والدراسات الميكروسوسيولوجية، وهنا، تم التوجه صوب بعض القضايا المرتبطة بمعيش الطلبة وتفاصيل حياتهم الاجتماعية، إلى جانب مختلف المشكلات التي يعيشونها داخل الفضاء الجامعي وخارجه.

وأخيرا، يتعلق الأمر بالطالب التكتيكي الذي برز بعد التسعينيات، وذلك انسجاما مع تزايد معدلات البطالة في صفوف خريجي المؤسسات الجامعية، وتضخم الشهادات، وغموض المستقبل المهني الذي أصبح السمة الجوهرية التي تطغى على واقع عيش الطلبة.