المكانة السياسية للمرأة بين القانون وعلم الاجتماع: دراسة مقارنة

الملخص AR

لم تعد المرأة في الوقت الراهن تلعب الدور التقليدي لها، من تربية للأولاد و إدارة لشؤون الأسرة فقط فلقد ذهبت إلى أبعد من ذلك لتدخل الباب على مصراعيه و تشارك في الحياة السياسية لإدارة شؤون الدولة و المجتمع مثلها مثل الرجل، فبفضل إبداعاتها السياسية أصبحت أحد أهم الفاعلين في المجتمع السياسي إذ أصبح لها صيتا في المحافل الدولية، خاصة وأن المجتمع الدولي قد منحها مكانة مميزة في هذا الشأن منذ أمد بعيد، و حفظ حقها السياسي في قوانين و مواثيق دولية.

إلا أننا و بالنظر عن كثب لمكانة المرأة السياسية في الجزائر مجتمعا و قانونا، سوف نلاحظ النقص و الضعف الذي يعتري هذه المكانة نظرا لعدة صعوبات و تحديات مختلفة أدت إلى تمثيلها المحتشم في المؤسسات الدستورية و المجالس المنتخبة منذ الاستقلال و إلى اليوم، و ما ذلك إلا دليلا قاطعا على الركود الذي تعانيه الحقوق السياسية للمرأة الجزائرية في ظل قوانين غير مستقرة، و بنظرة مجتمع عصري بمظهره و متعصب بأفكاره.

فنظرة المجتمع للمرأة المكافحة سياسيا لا تزال ضيقة و محدود، و نظرة القانون نظرة اجتماعية لذا فمازال الكثير أمام المرأة الجزائرية حتى تواكب ما وصلت إليه نظيراتها في مجتمعات أوروبية و حتى إسلامية أخرى، فالتحديات أمامها كثيرة و التجربة السياسية لها لا تزال هشة و تحتاج الكثير من الجهود المتضافرة بين المجتمع و القانون حتى تفعل مكانتها السياسية.