النقد الثقافي والنقد الأدبي : أية علاقة؟

الملخص AR

تحاول هذه الورقة رصد جوانب من العلاقة التي تصل أو تفصل ما بين النقد الثقافي و النقد الأدبي على نحو ما بدت عندنا نحن العرب في العقدين الأولين من الألفية الثالثة، وذلك منذ أن ظهر كتاب "النقد الثقافي؛ قراءة في الأنساق الثقافية العربية"، الذي أثار إبان ظهوره كثيرا من الجدل، و تباينت فيه آراء الدارسين و النقـاد على اختلاف أقطارهم، و ظهرت كثير من الأبحاث و الكتب التي تناقش منطلقات هذا النقد و مفاهيمه و مصطلحاته، و كان أن تفاعل معه غير قليل من الباحثين باتخاذه منطلقا لهم في دراساتهم و تطبيقاتهم على نصوص الأدب و مختلف أشكال الخطـاب، بل طبقه بعضهم حتى على نظم الحياة بمختلف أنماطها و تنوعاتها.

و مع أن هذا النقد الثقافي ليس جديدا بالكلية فإنه مع ذلك بدا وقت ظهوره جديدا على نحو لم يكن للنقد الأدبي عهد به من قبل، و هذا هو ما لعله السبب الذي جذب إليه بعض الناس ممن يستهويهم "الجديد" أيا ما يكن لمجرد كونه جديدا، و هو أيضا السبب نفسه الذي جعل آخرين يتوجسون منه خيفة؛ لأنهم يتوجسون من كل جديد، لاسيما بعد أن أعلن الغذامي "موت النقد الأدبي"، ليكون النقد الثقافي بديلا منه في حسبانه، و طبعا فليس من السهل أن يتقبل نقاد الأدب على اختلاف مدارسهم و اتجاهاتهم دعوى موت النقد الأدبي هكذا من دون أن يتوقفوا عندها ردا و تفنيدا، و كان من نتائج هذا أن تشكلت مدونة ضخمة تستحق أن نتوقف عندها بالتأمل، و هو ما ستحاول هذه الورقة وضمن الحيز المتاح لها أن تلم بشيء منهـا وعساها أن توفق في جلاء أطراف من الصورة على نحو منصف بعيد عن فـخ التحيـزات.