تكامل الهوية والتنمية في برامج التعليم الخصوصي بالمغرب

الملخص AR

إزاء الواقع الذي أضحى مفروضا من طرف التعليم الخصوصي داخل منظومة التربية والتكوين المغربية؛ لم يعد الأمر، كالسابق، منصبا حول نقاش جدوى وفائدة التعليم الخصوصي، بقدر ما أضحى متمركزا على مدى ملاءمته وتكييفه ومقاصد التعليم العمومي.

في هذا السياق، ترصد الباحث يونس الجزولي إلى إشكالية جوهرية ومركزية داخل التعليم الخصوصي؛ والتي ارتبطت على الدوام بمدى احترام مناهج التعليم الخصوصي للتشريعات المغربية التربوية التي تؤطر قطاع التعليم العمومي وتنسحب بشكل تلقائي على التعليم الخصوصي، ذلك أن محتويات مناهج التعليم الخصوصي التي تعتمد أحيانا على مصادر غربية، غالبا ما تعود إلى تضاربها وقيمنا الأصيلة؛ لأن الكتب المدرسية تعد الحامل الأساس لثقافة المجتمع وقيمه؛ وحينما يتم غرسها داخل مجتمع مغاير لتلك الثقافة يحدث النشوز والاضطراب والتنافر؛ مما يقود إلى اختلال على مستوى توطيد القيم التي يكتسبها المتعلم (ة) داخل أسرته ووسط بيئته الاجتماعية الحقيقية.

من هنا تأتي أهمية وجدوى نتائج هذه الدراسات التي استطاعت بكل موضوعية، تعرية هذا الخلل داخل المناهج الدراسية المعتمدة من طرف بعض المدارس الخصوصية التي تراهن من خلال ذلك على الربح التجاري وتتهافت عليه بشتى الوسائل، دون أدنى مراعاة للأدوات التي تتبناها لبلوغ مقاصدها.

على الرغم من هذه الهفوات التي تعد في واقعها أخطاء وتوعكات؛ فإنها على علتها ساهمت في إيقاظ وعي الجهات المسؤولة لمواجهتها من خلال سن قوانين ردعية تلافيا لما قد يحدث في المستقبل أيضا على مستوى تنافر محتويات مناهج التعليم الخصوصي والقيم الأصيلة للثقافة المغربية.