قراءة في الثنائية الوصفية لظاهرة المطر في القرآن الكريم

الملخص AR

يعدّ الماءُ أهم رموز الحياة وضوحًا في ذهن الإنسان منذ أقدم العصور، فهو مادة الحياة التي خلق منها كل شيء حي، والعرب يرون في الغيث والخصب الذي يعم ديارهم بالرزق، والأمن والاستقرار، ويرون بخلافه القحط وعدم الاستقرار والحروب؛ فهم لذلك يستبشرون به ويعتبرون أوقات نزوله موسمًا للفرح واستقبال حياة رضية قادمة.

ولأهمية المطر عند العربي القديم نراه يؤلف الكثير فيما يسمى علم الأنواء ويربط بينها وبين النجوم فلكل نجم نوء، فقد كان يحيطه بالقداسة وبالخوف في الوقت نفسه، كما يتقرب إليه بعدد من الشعائر الخاصة بالاستمطار والاستسقاء.

ومن هنا سنرى في طيات بحثنا أن القرآن الكريم حين جاء اختفت العديد من متناقضات المجتمع العربي حول ظاهرة المطر، فإن من الملاحظ أنه وقف عند ظاهرة المطر أكثر من وقفة وأعطاها نوعًا من الخصوصية في كونه قد شغل صورتين متقاطبتين، وهما: صورة الرحمة والطَهر والنعمة والحياة، وصورة العذاب والنقمة والرعب والموت.

استخدم القرآن الكريم صور المطر والماء والسحاب والرعد استخداما واسعا دقيقا فهي تتردد في مواضع شتى من القرآن الكريم في معرض التذكير بنعم الله تعالى، وقدرته والإيمان به، وقدرته على البعث والنشور.

وقد اعتمدنا في هذا البحث على بعض الدراسات التي تناولت الموضوع بصورة عامة ومن أهم تلك المصادر كتاب المطر في الشعر الجاهلي للدكتور أنور أبو سويلم، وكذلك كتاب الطبيعة في الشعر الجاهلي للدكتور نوري حمودي القيسي وقد أفاد البحث منهما وغيرهما من المصادر القيمة.

وقد بدت أهمية البحث كونه يتناول ورود هذه الظاهرة في القرآن الكريم، كمحاولة في استقصاء بعض النماذج التي وردت في الآيات القرآنية الكريمة والتي وصفت ظاهرة المطر في دلالات مختلفة.

وسنقف في بحثنا هذا على تمهيد ومحورَين، يتناول التمهيد التعريف بالمطر في اللغة والاصطلاح، والمطر في حياة العرب قبل الإسلام من خلال الشعر، ليأتي المحور الأوّل متناولًا المطر دلالة الحياة، والمحور الثاني المطر دلالة الموت، لينتهي بخاتمة بينت أهم النتائج من خلال المحورَين، ثمّ ذيّلناها بقائمة المصادر والمراجع