الحركة السنوسية ودورها في محاربة الاستعمار الفرنسي في السودان الأوسط "تشاد"

الملخص AR

تعود الصلات الليبية التشادية (السودان الأوسط) إلى عصور ضاربة في القدم أشار إليها المؤرخون القدماء، مثل المؤرخ اليوناني (هيردوت) وكذلك مؤرخي الرومان.

وعلى الرغم من أن الصحراء تشكل حاجرا طبيعيا بين المنطقتين إلا أن التواصل بينهما لم ينقطع بسبب هذه الصحراء، وازدادت هذه العلاقات قوة ومتانة بعد انتشار الإسلام في الشمال الأفريقي، وفي أفريقيا جنوب الصحراء، فقد اجتازت القوافل التجارية الصحراء تحمل البضائع والسلع إلى حوض بحيرة تشاد مصحوبة بالثقافة الإسلامية واللغة العربية.

تتناول هذه الدراسة دور الحركة السنوسية في محاربة الاستعمار الفرنسي في تشاد في العقد الأول من القرن العشرين، وتستخدم الدراسة المنهج التاريخي القائم على الوصف والتحليل.

كانت كثير من القبائل الليبية قد هاجرت واستقرت في الأراضي التشادية قبل دخول الاستعمار الفرنسي في تشاد وتحديدا في منطقة كانم، وجاءت هجرات هذه القبائل الليبية لشمال الأرضي التشادية نتيجة لسوء الإدارة العثمانية وبطشها بالقبائل الليبية في جباية الضرائب.

وكان من أشهر القبائل المهاجرة أولاد سليمان، وورفلة، والمغارية، والقذاذفة وقد وجدوا ملاذا آمنا في منطقة شمال التشاد وتداخلوا مع القبائل التشادية هناك وصاروا جزءا لا يتجزأ من أهل البلاد.

ولما نشأت الحركة السنوسية وأنشأت زواياها في الجنوب ثم انتقلت إلى الكفرة وبعد وفاة مؤسسها الشيخ محمد بن علي السنوسي، نقل خلفه محمد المهدي مقر الدعوة إلى منقطة قرو داخل الأراضي التشادية، وقد وجدت الدعوة سندا كبيرا من هذه القبائل الليبية ومن أهل البلاد وأنشئت الزوايا السنوسية على امتداد الصحراء.

ولما تقدم الاستعمار الفرنسينحو تشادوقفت السنوسية ضد توغلها في الأراضي التشادية، وقاد رجالها حروبا طاحنة بالتعاون مع المقاومة التشادية وخاضوا معارك عديدة في أنقوري، وبئر علالي وغيرها من المناطق واستشهد عدد كبير من رجال المقاومة السنوسية إلى جانب رجال المقاومة التشادية التي لم تجد بدا من الاستسلام أمام الغزو الفرنسي نظرا لعدم التكافؤ بين الطرفين في العدة والعتاد.

خلصت الدراسة إلى أن الحركة السنوسية استطاعت أن تربط بين شعوب أفريقيا جنوب الصحراء وشمالها، وقطعت الحواجز الطبيعية بتعمير الصحراء بزواياها، كما أنها وحدت جهود المقاومة الوطنية التشادية للوقوف في وجه المستعمر الفرنسي ودعمت المقاومة الوطنية بالسلاح والرجال.