ملامح من أبعاد الثورة التحريرية الحضارية وقيمها الروحية من خلال وثيقتي (بيان أول نوفمبر وميثاق الصومام)‎

الملخص AR

عندما يصبح الاستعمار أمرا واقعا تصبح الثورة حقا من الحقوق، كذلك جسد الشعب الجزائري حقه في استعادة وطنه المسلوب عبر ملحمة تاريخية دارت رحاها في فترة قرن ونصف من الزمن، لتكلل بالثورة التحريرية المجيدة أبرز ثورات النصف الثاني من القرن الماضي، والتي كتبت فصولها بدماء وأشلاء الشهداء وبالتضحيات الجسام.

هي ثورة عظيمة بقدر عظمة شعب أبى إلا أن يغير مجرى التاريخ بإسقاط أكبر قوة إمبريالية في القرن العشرين رغم قلة العتاد والعدة وضعف التسليح، ثورة الجزائر صنعت في سنواتها السبع ملاحم كبيرة، وهذا منذ أن أطلقت أولى الرصاصات من ليلة الأول من نوفمبر عام 1954 والتي تعد لحظة مفصلية في تاريخ نضال الجزائريين ضد الاحتلال الفرنسي.

وفي هذا الإطار تعالج هاته الورقة البحثية التي بين أيدينا الأبعاد الحضارية التي اتسمت بها ثورتنا وقيمها الروحية، لأننا عندما نتحدث عن الثورة الجزائرية فنحن نتحدث عن طراز فريد من الثورات، كونها تميزت بمشهد ملحمي تاريخي تجلت فيه مختلف أساليب وسائل المقاومة ببذل الغالي والنفيس ضد العدوان والاستعمار الفرنسي، ناهيك عن أنها لم تكن وليدة أول نوفمبر فحسب بل كانت تتويجا لثورات أخرى سبقتها، ولكنها كانت أقواها وأشملها، ليتمخض عنها في الأخير الإعلان عن الهدف المنشود والغاية الأسمى (استقلال الجزائر) بعد قرابة الثمانية أعوام من الكفاح.