الصراع على مناهج التدريس في القدس الشرقية: منهاج التدريس الفلسطيني مقابل الإسرائيلي

الملخص AR

تبحث هذه المقالة في مناهج التدريس وكتب التدريس المعتمدة في القدس الشرقية بغية عرض صورة الصراع الدائر منذ سنوات عديدة بين السلطة الفلسطينية ووزارة التعليم الإسرائيلية في كل ما يخص وضع المنهاج التعليمي وصياغته، وسأبين في هذه المقالة حدود الرقابة الإسرائيلية المفروضة على كتب التدريس الفلسطينية المعتمدة في مدارس القدس الشرقية وطرق تأثيرها، كمرآة تعكس الصراع بين السلطتين.

تبحث الدراسة التي تعرض لها هذه المقالة في الرقابة المفروضة على كتب التدريس المعدة من قبل السلطة الفلسطينية، التي صودق عليها فأصبحت كتب التدريس المعتمدة في مدارس القدس الشرقية، كما تعقد مقارنة بين هذه الكتب وكتب التدريس المعتمدة في مناطق السلطة الفلسطينية.

وتبحث الدراسة في كتب التدريس الفلسطينية التي جرى تدريسها في المدارس فوق الابتدائية في القدس الشرقية ابتداء من العام ۲۰۰۰ - العام الذي تسلمت فيه السلطة الفلسطينية المسؤولية عن مضامين كتب التدريس وعن توزيعها في المدارس - حتى العام ۲۰۱۷، ولا تشمل هذه الدراسة تحليلا للمنهاج الفلسطيني التجريبي الجديد الذي جرى تدريسه في المدارس الفلسطينية في العام الدراسي ۲۰۱۸- ۲۰۱۹، نظرا لكونه منهاجا تجريبيا لم تتقرر مضامينه النهائية عند كتابة هذه المقالة في العام ٢٠٢١.

ترمي هذه المقارنة بين الكتب التي أصدرتها السلطة الفلسطينية وبين تلك التي صودق عليها للتعليم في القدس الشرقية إلى دراسة آلية الرقابة على كتب التدريس المعتمدة برعاية وزارة التعليم الإسرائيلية وإدارة التعليم في بلدية القدس.

وتسعى هذه الدراسة، أيضا، إلى عرض واقع الصراع بين السلطات المختلفة (الأردنية، الفلسطينية والإسرائيلية) من خلال إماطة اللثام عن المحاولات العديدة التي بذلتها وزارة التعليم الإسرائيلية لتطبيق المنهاج الإسرائيلي في مدارس القدس الشرقية والطرق التي تتبعها وزارة التعليم لتكريس وتعزيز المنهاج الإسرائيلي في مقابل المنهاج الفلسطيني، وتتقصى الدراسة، أيضا، العوامل المؤثرة على مدارس القدس الشرقية في مجال اختيار المنهاج التعليمي والمصدر السياسي الحزبي والعام خلف هذه العوامل.