اختلاف الفقهاء في مفهوم الإقالة وأثره في التطبيقات الفقهية: دراسة فقهية مقارنة

الملخص AR

الحمد لله رب العالمين، حّث على العلم وشّرع في حملته، ورفع درجة أهله ومْنزلتهم، وأشهد أن ال إله إلا الله وحده ال شريك له، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، صلى هللا عليه وعلى آله وصحبه أجمعين.

وبعد: فإن التفقه في دين هللا من أفضل القربات، وأنبل الغايات، التي تستحق أن يبذل طالب العلم فيها أفضل الأوقات؛ فبه يعبد هللا على بصيرة، وبه يتميز الحلال من الحرام، وإن من أهم مسائل الفقه مسألة الإقالة؛ إلا أنه تشعبت فيها الآراء، وكثرت فيه الأقوال، وكان من أبرز أسباب هذا التباين، هو اختلافهم في المفهوم الفقهي للإقالة، فمن هذا المنطلق رأى الباحث أنه من المناسب جدا الكتابة في هذا الموضوع المهم، وخاصة أنه لم يأخذ حقه من البحث والدراسة، فكان البحث بعنوان: "اختلاف الفقهاء في مفهوم الإقالة وأثره في التطبيقات الفقهية"، ونظًرا لأهمية هذا البحث، فإن الباحث رأى دراسته دراسة فقهية مقارنة، وذلك بعرض أقوال الفقهاء في المسألة، وأدلتهم، مع مقارنة بعضها ببعض ومناقشتها؛ ثم بيان ما مدى تأثير هذا الاختلاف على الفروع الفقهية في أبواب الفقه المتعددة، وكل ذلك على سبيل التمثيل ال على سبيل الحصر، فيكون الباحث قد سلك في هذه الدراسة ثالثة مناهج: المنهج الاستقرائي، والمنهج التحليلي، ثم المنهج المقارن.

هذا وقد اقتضت طبيعة البحث تقسيمه بعد المقدمة إلى: مبحثين وخاتمة، وقد تبين للباحث أن الاختلاف في المفاهيم الفقهية لبعض العقود له أثر كبير في تنوع آراء الفقهاء في كثير من الأحكام الشرعية.