الفارابي بين قراءتين: من التقليد والنسخ إلى الإبداع والتأويل

الملخص AR

تهدف هذه المقالة إلى فحص حجية القائلين، بأن فلسفة الفارابي عامة وفلسفته المدنية خاصة ما هي إلا نسخة عن الأفلاطونية والأفلوطينية المحدثة، هذا الحكم الذي تحول إلى قراءات حكمت توجه الباحثين فترة زمنية معقولة.

هدفت إلى تقليص حجم التأويل والاستعمال المنهي الإجرائي الذي مارسه الفارابي على المتن اليوناني تحديدا.

ولهذا سعينا إلى تعقب القراءة التأويلية المتخصصة، التي قام بها المستشرق والمفكر محسن مهدي لتاريخ الفلسفة الإسلامية عامة، ولفلسفة الفارابي المدنية خاصة في كتابه "الفارابي وتأسيس الفلسفة الإسلامية السياسية".

حيث توجه رأسا إلى المصادر الأصلية لفلسفة أبو نصر الفارابي.

هذه العملية الرصينة في القراءة والتمحيص، قادت المتخصصين والباحثين، في مجال الفلسفة السياسية الإسلامية، إلى وجهة خاصة أساسها البحث والتقصي المباشر لمجموع الكتب التي أنتجت في هذا المجال.

فهذا الكاتب لا يضع إحالات في كتابه توجه القارئ مباشرة للفقرة أو الصفحة، بل يضعنا أمام تجربة فريدة من نوعها هي التفكير في مضامين هذه الكتب ودرجة العلمية فيها، والإشكالات التي تطرحها بشكل مباشر.

مصنفا إياها حسب درجة الصعوبة، إذ أعرب محسن مهدي عن استغرابه الكبير من السهولة التي يبديا الباحثون في مجال الفلسفة المدينة بخصوص كيفية انتقال التراث الفلسفي الأفلاطوني والأرسطي للثقافة الإسلامية، فهذا حسبه ليس بالأمر اليسير.

يقول في هذا الصدد "إن أمر تقديم عرض أوفى لعلاقة الفارابي بالتراث الفلسفي الأفلاطوني يحتاج إلى كتاب آخر"