دراسة ميدانية مقارنة لدوافع التعامل مع البنوك التجارية و الإسلامية

الملخص AR

جاءت البنوك الإسلامية لتوفير التعامل المالي الحلال، و لتكون بديلا للبنوك التجارية الربوية.

لكنها لم تتمكن من أن تكون بديلا، أو حتى منافسا قويا، للبنوك التجارية، و أصبح هذان النوعان من البنوك يعملان جنبا إلى جنب، و ترك للأفراد حرية الاختيار في التعامل مع من يشاؤون.

تهدف هذه الدراسة إلى تحديد العوامل التي تدفع بالأفراد، في الأردن، إلى تفضيل التعامل مع نوع دون الآخر من البنوك، أو الابتعاد عنه.

لتحقيق ذلك أعدت استبانتان محكمتان، إحداهما خاصة بالمتعاملين مع البنوك الإسلامية، و الأخرى خاصة بالمتعاملين مع البنوك التجارية، تتضمن كل منهما مجموعة من الأسباب التي تدفع العميل لاختيار البنك الذي يتعامل معه و سبب ابتعاده عن التعامل مع النوع الأخر.

لقد أظهرت الدراسة أن الأفراد سواء أكانوا عملاء للبنوك التجارية أم الإسلامية لم يعطوا لقيمة الفائدة أو الربح الأهمية التي كنا نتوقعها.

فالسبب الرئيسي للتعامل مع البنوكالإسلامية يرجع إلى المعتقدات الدينية للمتعاملين بأن البنوك التجارية هي بنوك ربوية يجب عدم التعامل معها.

في حين ترجع الأسباب الرئيسية للتعامل مع البنوك التجارية إلى قيامها بتقديم خدمات متنوعة و متكاملة بيسر و سهولة.

و يرى عملاء البنوك التجارية أن ليس هناك ما يمنعهم من التعامل مع البنوك الإسلامية في حالة فهمهم لأسلوب عملها و تقديمها لخدمات مماثلة لما تقدمه لهم البنوك التجارية.

لذا فإن المجال مفتوح أمام البنوك الإسلامية لاستقطاب عملاء البنوك التجارية في حين سيكون من الصعب على البنوك التجارية استقطاب عملاء البنوك الإسلامية.

بينت الدراسة أن من مزايا التعامل مع البنوك الإسلامية أنها لا تثقل كاهل المدين المعسر ماليا، فلا تقوم بإضافة أي فوائد تأخيرية عليه، كما هو الحال في البنوك التجارية.

بالمقابل، فإن للتعامل مع البنوك التجارية ميزة تتمثل في قيامها بتقديم خصم للمدين في حالة قيامه بتسديد دينه، أو جزء منه، قبل موعد استحقاقه، في حين لا تقدم البنوك الإسلامية مثل هذا الحسم لعملائها.

توصي الدراسة بأن سماحة الدين الإسلامي في التعامل مع المدين المعسر ماليا، و السعي الدائم و الحثيث لتطوير الخدمات المالية للبنوك الإسلامية و توفيرها للمتعاملين بيسر و سهولة، يمكن أن يمثلا الركيزة الأساسية للبنوك الإسلامية لتكون منافسا قويا للبنوك التجارية.