ديناميكية السكان و أثرها على الأمن القومي

الملخص AR

اهتمت هذه الورقة بشرح مفاهيم علم السكان من الناحية النظرية و ركزت بشكل اشمل على ديناميكيات السكان (الخصوبة و الوفيات و الهجرة).

و تناولت بالتحليل أشكال الحراك السكاني بأنواعه المختلفة.

و لكن الدراسة نوهت إلى أن دراسة السكان تعتمد على الأرقام و البيانات التي يمكن الحصول عليها من مصادر مختلفة، و من بين المشاكل المطروحة على مستوى الإحصاءات هي عدم الدقة فيها.

و هذه الأخيرة تعتبر أهم عقبة تعترض سبيل أية دراسة سكانية، كما أن جغرافية السكان تعاني من عدم اكتمال التعدادات الدورية، و الإحصاءات السنوية، كما تشكو من نقصها، و عدم توافق تواريخها و مدلولاتها التي تختلف من دولة إلى أخرى.

إن الاهتمام بالبيانات السكانية من ناحية إنتاجها و إدارتها و تحليلها تمثل حجر الرحي في تنمية الوطن و الحفاظ على أمنه القومي. الورقة تناولت العلاقة السالبة بين الهجرة الوافدة غير المرصودة و الحفاظ على الأمن الوطني.

يعتبر موضوع الهجرة الوافدة بشقيها التسلل، و اللجوء من دول الجوار و بعض البلدان الأخرى، إلى السودان من الموضوعات التي تأخذ أهمية كبيرة، و هي هجرة منظمة و غير منظمة، نتيجة لمتغيرات و عوامل دولية و إقليمية و محلية ذات طابع سياسي و اقتصادي و اجتماعي و عقائدي، دفعت مواطني تلك الدول إلى التسلل و اللجوء عبر الحدود الشرقية الجنوبية و الغربية للسودان بأعداد كبيرة، و بدون وثائق ثبوتية، و استقرارهم في بعض المناطق الداخلية و الحدودية، و بعضهم زحف نحو المدن الكبرى، و تقدر أعدادهم بحوالي مليون وافد، بخلاف الذين لجئوا إلى السودان، في أعقاب الحروب الأهلية و الكوارث الطبيعية التي شهدتها تلك الدول مطلع ثمانينيات القرن الماضي و حتى اليوم، ينشدون الأمن و الأمان و الاستقرار، و تقدر أعدادهم بأكثر من 750 ألف لاجئ. و قد بينت الورقة المخاطر الأمنية التي تنطوي عليها الهجرة الوافدة في السودان و اقترحت بعض الاستراتيجيات لمواجهتها.