مسارات غامضة، و مصائر غير مؤكدة : بحث في الخيار الشرق الأوسطي و بدائله

الملخص AR

-في مقاربة عامة من منظور "الاقتصاد السياسي"، يتم التركيز في هذا المقال الذي هو عبارة عن دراسة استطلاعية، على احتمالات تحقق "الخيار الشرق أوسطي" كمقابل للخيار العربي، فتبدأ هذه الدراسة في جزئها الأول بفحص الحجة الرئيسية التي يستند إليها دعاة الخيار الشرق أوسطي، و هي الحجة القائمة على المجادلة بإمكان تحقيق معدلات مرتفعة للتنمية السريعة في منطقة الشرق الأوسط، و خصوصا في الحزام المحيط بإسرائيل، من جراء التعاون الاقتصادي المفتوح بين إسرائيل و جيرانها العرب، فضلا عن تركيا ...

و ذلك على نحو يجعل من المنطقة مثالا شبيها بمنطقة النمو الاقتصادي السريع في شرق آسيا (الشرق الأقصى و رابطة "آسيان").

و تنتهي الدراسة في هذا الجزء إلى تهافت الأسس التي استندت إليها الحجة المذكورة، من خلال الاستعراض المقارن بين منطقة شرق آسيا و المنطقة العربية في إطار المتغيرات الاقتصادية و السياسية الدولية.

و تستبعد الدراسة من ثم احتمال تحقق الإمكانات المفترضة للخيار الشرق الأوسطي، كما يطرحه دعاته، و خصوصا من الغرب و الكيان الصهيوني.

و في الجزء الثاني من الدراسة يتناول الكاتب التصورات الأخرى البديلة من الخيار الشرق أوسطي المطروح، و تتخلص هذه البدائل في مسارات عدة : أولها، ما يطلق عليه الكاتب : "احتكار إسرائيل ثمار النمو"، و ثانيها، "مشروع إسرائيل الكبرى"، و ثالثها، " التقطع و الارتباك في المستقبل الاقتصادي للشرق الأوسط".

و عبر الجزء الثالث و الأخير من الدراسة يحاول الكاتب تأصيل فكرته عن طابع الغموض الذي يكتنف المسارات المتصورة، و من ثم طابع "عدم التأكد" الذي يلازم أمكانية التنبؤ و الاستشراف بشأنها.

و في الخاتمة يعبر الكاتب عن رأيه الخاص بإمكان تحقيق البديل القومي التقدمي على الساحة العربية : "كيان سياسي عربي موحد، و تحرير الأمة-أرضا و شعبا- و تحقيق التطور الارتقائي الشامل للمجتمع العربي" ...

و يذكر أن هذا الإمكان لا يمثل نوعا من "الضرورة المجانية"، لكنها "الضرورة الاجتماعية المشروطة"، و ذلك بتأسيس مقومات إرادة التطور الاجتماعي العربي، أيديولوجيا و حركيا و عمليا.