صورة العمران الداثر في الشعر الجاهلي

الملخص AR

افتتح البحث بتعريف موجز لأحوال العرب المعيشية في العصر الجاهلي و أنماط سكناهم التي سيكون لها حضور في الحديث عن مشكل الفناء و الدمار، ثم ذكر بعض المظاهر العمرانية العامة التي تعود ملكيتها لفرد أو أسرة، بحيث تكون هذه المظاهر العمرانية، مرة أخرى، مادة للحديث عن الفناء و الدمار، ثم شخص عوامل التدمير المتمثلة في الطبيعة و الزمن و الإنسان نفسه.

و قد حاول البحث التوقف مع عدد غير قليل من شعراء الجاهلية الذين انتبهوا إلى هذه المسألة الإنسانية المقلقة، و ذلك من خلال دراسة رؤية الشاعر لواقع التدمير الذي حل بالأمم السابقة، منتبهاً إلى وقائع قريبة العهد به و بقومه، فاتحاً من خلال هذه الرؤى قنوات تحذير و إشارات اعتبار لنفسه و لقومه و للآخرين، و قد نبه البحث إلى أنماط هذه الرؤى و مصادرها فكان منها الذاتي و منها تأثيرات الكتب السماوية و اقتراب بعض الشعراء من أهل الكتب و ما جاءت به من قناعات دينية و يقينية أثرت في تشكيل رؤية معينة لدى الشعراء.

و قد توقف البحث مع ظاهرة الأطلال في الشعر الجاهلي من حيث هي أماكن و عمران في أصلها ثم تحولت إلى فناء و اندثار، الأمر الذي حرك الشاعر الجاهلي إلى التوقف مع هذه القضية، و بدأ بتشكيل رؤية فلسفية معينة بوحي من هذه الأطلال الداثرة، و ربما توصل إلى تحويلها إلى مادة دفع إيجابي للبحث عن الحياة و الاستمرار فيها من خلال ردة فعل إيجابية نفسية.