المسلمات المحاسبية من منظور الشريعة الإسلامية

الملخص AR

إن العنصر الأهم و الأكثر تأثيراً على نمط تفكيرنا و سلوكياتنا التطبيقية ضمن منظومتنا الثقافية هو الشريعة الإسلامية.

إن هذه المقدمة تمثل الدعامة الأساسية لهذا البحث.

فأحكام الشريعة الإسلامية غنية بمحتواها الفلسفي ذي الطبيعة المتوازنة بين الحاجات الروحية و الدنيوية بين حاجات المجتمع و الفرد مما يمكن من إعطاء تفسيرات لكافة المفاهيم المحاسبية، و منها المسلمات المحاسبية، و بما يتماشى مع متطلبات عصرنا الحالي.

فمفاهيم الكيان المحاسبي و الاستمرارية و الدورية و وحدة القياس إذا ما أعطيت بعداً فلسفياً إسلامياً فإنها تبنى بالضرورة على ثلاثة أبعاد جوهرية : البعد الأخلاقي و البعد الاجتماعي و البعد التوافقي / التكميلي.

يتحدد البعد الأخلاقي بأن المسلمات المحاسبية ليست مفاهيم تجريدية و إنما يجب أن تتمتع بمحتوى أخلاقي واقعي.

فلا صيرورة من خلال أبنية عقلية ذات محتوى ميداني لهذه المسلمات دون مضامين أخلاقية في ظل أحكام الشريعة الإسلامية.

و أما البعد الاجتماعي فهو يتطلب تأكيد على تفضيل مصلحة المجتمع على مصلحة الفرد دون إهمال لأهمية المبادرات الفردية.

و أخيراً فإن المسلمات المحاسبية في ظل أحكام الشريعة الإسلامية في حالة توافق و مكملة إحداهما للأخرى فالكينونة المستقلة لا بد أن تتسم بطابع أخلاقي و أن تكون في خدمة المجتمع و كلا هاتين السمتين تتطلبان بالضرورة استمرارية هذه الكينونة، و لأجل استمراريتها يجب المحافظة على رأسمالها و بالتالي فإن هذا يحتاج إلى التقويم بالذهب و ليس بالحدة النقدية أو بوحدة فدرة شرائية عامة و لأجل ضمان سلامة رأس المال لا بد من إجراء التقويمات الحولية (الدورية).