طب النفس و الأعصاب في المغرب و الأندلس

الملخص AR

جاء الإسلام في مفترق الحضارات القديمة لبلاد الشام و الفرس و الكلدان، و لبلاد الهند و الصين و اليونان، على اختلاف العقائد و المذاهب و الأديان، محييا لتراثي العلمي و الفلسفي بفضل قيمه الأخلاقية الغالية، و نزعاته الروحية العالية، مضيفاً لها إضافات نيرة و ابتكارات رائعة في شتى ميادين الحياة بأعلى الرتب و الصفات، و ق نبع علماء العرب و المسلمين و خاصة بالمغرب العربي و الأندلسي في دراسة العقل و الروح و النفس و في كل ما يتعلق بهذه العناصر الأساسية لما كان يبديه الإسلام لها من مكانة مرموقة في مصير الكائنات ووضعية المخلوقات.

و بما أن الدماغ هو العضو الرئيسي الذي يهيمن على كل أعضاء الجسد لقد أعطوا له الصدارة الممتازة خاصة و أن ـعلام اليونان و الروم الذين عرفهم الأطباء العرب يعتبرون الدماغ مركز التفكير و الإحساس، و محور التعبير و القياس و لقد تمكن الطب المغاربي العربي و الإسلامي أن يقفز قفزة عملاقة بفضل هذه النظرية الشاملة التي كانت تتماشى إلى حد بعيد مع النظريات السابقة في الحضارات المجاورة مثل نظرية العناصر و الأخلاط.

و لقد أعطى أطباء المغرب المسلمين، للمرضى و البؤساء أجمعين، و خاصة للمصاب بالاختبال تصيبهم من الرحمة ووسع البال، و وفروا لهم وسائل الترفيه و التسلية و عاملوهم بالإحسان و روح عالية، و قد شيدوا لهم المشافي و البيمارستانات، التي نسجت على منوالهم أوروبا من عديد الصفات، كما أخذت عن تعاليمهن لعلاج الأمراض العصبية، الذي ضرب به المثل في عصورهم الذهبية.

و اليوم فإن البعث الجديد قد المنعرج السديد، في حقل طب الأنفس و الأعصاب، و معالجتها بمزيد الصواب، بالرغم من أن التغيرات مظاهر التحدي و التناقضات و لندخل الآن و بشكل صريح، لمزيد من البيان و التوضيح، في صميم هذه المشكلات، من جميع الجوانب و الصفات و لنتحدث في مطلع هذا المقال و في هذا المضمار في أعلام أطباء المغرب و الأندلس